نصوص أدبية
إباء اسماعيل: عِناقُ الجَّمر
كل الورود يا عُمقي الأول والأخير
جنائنٌ معلَّقة
في فضاءات مرايانا ..
كلُّ بصمات الرعشة الخفية
المشتعلة في سراديب روحَينا
فيها احتمالات التكاثر
والازدهار
والتألّق
والتكوين المتناغم
في مسامات مجدنا الملائكي!...
كلّ ما يخفيه هواء (ميشغن)
من نوارس وأسرار غربتي الجامحة
أخبئه لك في سلّة الذكرياتْ ...
*
الذكريات الصاحية على مسافة قُبلة،
والقزحية كحضوركَ فيَّ....
الذكرى تلعب في بستاني
تُعربد في حاضري
تقترف براءة النوم
حين كان يعبث به الحلم
كسيمفونية لم يسمعها أحد
سوى ستارة الشغف المعلقة
على شباك يديكَ الناريتينْ !..
**
كنتُ براءة تراتيلكَ العابقة
بالاختراعات!..
نسجتَني خيطاً خيطاً
وردةً وردةً
ترتيلةً تلو ترتيلة
كنتُ داخلك كالماء
في إسفنج المجد العلْوي
للفرح الخرافيّ
للّحظات الجريئة
السائحة ثلوجاً ذائبة
في ملامح أسطرنا
وطفولة خلايانا الأزلية
لنرصدَ تاريخ العالم الأحدث
من مُجرَّد بقاء يطفو
على سطح الحداثة
أو ما بعدها ...
حداثة الأنهار
في خروجها
من رجولة كائناتها المائية..
**
وتبقى الكمائن
حين عصفتْ بي يوماً
أردَيتُها قتيلة الحركة
دونما سيلان
قطرة دمٍ
أو ثورة انفعالٍ
عالي الموج ..
**
ما كنتهُ
لا يعدو عن أن يصير
ويتوقف
عند ملامسة أمواجي البحرية
لخَطِّك الشفقيّ
حيث يغيب رويداً
في حضن الموج،
في أبدية اللحظة الخارقة الحلم،
اللحظة المسترسلة في أبديتها
لتصبح وطناً يُحيرني
من أين أعانق جمراتِهِ ! ...
**
ولكنني،..
مهما اختبأتُ وذبتُ
على زنديهِ ،
أعود من موتي الأخير
لصرخاتي المتبقية
في غربتي وتوحّدي فيه ...
لأصير لاشيء سوى
ذرة عشقٍ شاعِرة
سطرَتها الأحرفُ السماويةُ
أنشودةَ تعبٍ ولحنَ أملْ ...
إلى حين تنفتحُ المسافات
على أريجها لتتقنَ رصْدَ
أسطورة الخلود فينا !
***
شِعر: إباء اسماعيل