نصوص أدبية
حمزة الشافعي: مسودة أنت بل مكفهرة
1- سقوط:
غادرت مهن الحروف،
وأسرار التلقين،
منذ سنين...
واليوم تطل مسودة،
من العاصمة مستعجلة،
كعاصفة للقهر مكتظة،
تقول مغرورة متشدقة:
سأرديك شهيد المنظومة،
قربانا لكل الأنظمة السالفة والآتية،
ذليلا مستسلما...
سألبسك كفن مهن،
أزلته عن طواعية
لتصير للفزع رمزا،
وللغبن منارة...
لن تنشر الأمل بعد اليوم،
ولن تسافر في المستقبل كما عهدت،
فقد حلت المسودة،
وفيها أنك ضمن التربية...
مسودة أنت بل مكفهرة
في وجه الحالمين،
برقي في المراتب،
وبلوغ الدرجات...
لم أعد عشتار التضحية،
بل صرت كدمية من طين،
في أيادي العابثين،
تارة يجعلون مني تقنيا،
وتارة لا شيئا،
وتارة أخرى مؤجلا غير محسوم...
صرخت ولم يسمع صراخي،
ناضلت وحُجِبَ نضالي.
أديت من أجرتي الكثير،
لهذا الوطن الكبير،
ولم تأت الْمُبيّضَة،
لعلها تغطي القليل،
من تجاعيد انتظار طويل...
أخذوني،
أنا القليل العدد
العظيم الأدوار،
وفرقوني أطباقا من يأس
خال من شوك يقاوم،
على موائد جلسات،
قيل أنها لتوحيد المسارات.
إنهم حقا عازمون،
أن تقتات منك كل الفئات،
وتحمل أسفار الهيئات،
راضيا مصلوبا،
وممددا في أدنى الدركات،
فزغرد بدنو النصر
أيها الجلاد،
إذا لم يستفق المستشار من السبات،
ويملئ كل الفضاءات،
بالضجيج والهتافات،
حتى تستعاد الحقوق والمكتسبات...
**
2- انبعاث:
أنا الغضبان على الجور،
الرافض للحيف،
لن أرضى بغير الإطار،
ولن أُقَبِّلَ زوايا المعابد القديمة،
لاهثا وراء تنويه من ورق،
مختتم بلون أزرق من نكوص...
أنا ذلك الممتنع المعتنق،
زادي في ذلك خسائري الفادحة:
حولين في العاصمة،
وسنوات في الفيافي...
ذكرياتي على دروب قطاعات الموت،
وتأملاتي لسطور مذكرات تكبيل،
شحذتها توالي طعنات،
من لم يتعلم فلسفة الاستشارة....
***
حمزة الشافعي
تنغير-المغرب