نصوص أدبية
جميل حسين الساعدي: رسالة الى أبي حيّان التوحيدي
(قصيدة مستوحاة من بيته الشعري:
يا صاحبيّ اثأرا لي واحرقا كتبي
وحصّلا ديّتي من مهنة الأدبِ)
***
ســأحرقُ كــلَّ أوراقي وأمضــــي
وأطوي صفحــةَ الألــمِ المُمــــضِّ
*
كتبــتُ فلـــــمْ أجدْ إلّا حســـــــوداً
ومجبولاً علـــى لــــؤمٍ وبغــــضِ
*
فذي كُتبـــي معــي تشكو وتبكـــي
وتندبُ عـمـــري الماضي كومضِ
*
وقلبي فــي طــــريقٍ عكْسَ عقلـي
شُطرتُ فصارَ بعضي ضدَّ بعضي
*
غــريباً عشـتُ فــي الدنيـــا كأنّــي
بأرضٍ لـمْ تكُــنْ يـــــوماً بأرضـي
*
تصــدّتْ لـي لتدلغنــي الأفاعــــي
وكُــدّرَ من كــلابٍ ماءُ حوضي
*
فيا كتبي التــي سرقــتْ حيـاتـي
كفـى ما نلْــتُ من لدغٍ وعــضِّ
*
لهيــبٌ فــي انتظاركِ لا رفوفٌ
سيُضرمُ فيكِ في طُولٍ وعرضِ
*
هــوَ الحلُّ الوحيــدُ لما أعانـــي
فمــا حــلٌّ لـديّ ســواهُ يُرضـي
*
دوامُ الحــالِ يا كتبــي مُحـــالٌ*
وكـــلّ حقيقـــةٍ يوماً لنقـــــضِ
*
حــــراكٌ سوفَ يعقبــهُ سكونٌ
ويذبــلُ في النهايةِ كلُّ غــضِّ
***
جميل حسين الساعدي
....................
* اشارة الى القول الشائع: دوام الحال من المحال