نصوص أدبية
محسن عبد المعطي: دَوَاءٌ لِكُلِّ الْأَوْجَاع
{مِنْ وَحْيِ الزَّلَازِلِ الْمُدَمِّرَةِ الَّتِي اجْتَاحَتْ مِصْرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ21مِنْ أُكْتُوبَرْ1992م}
***
عُودُوا إِلَى{اللَّهِ}يَا مَنْ بِعْتُمُ الدِّينَا
وَلَمْ تُرَاعُوا حُدُودَ{اللَّهِ}بَاغِينَا
*
عُودُوا إِلَى{اللَّهِ}لَيْتَ الْوَقْتَ يُسْعِفُكُمْ
وَيَقْبَلُ{اللَّهُ}مَنْ عَادُوا مُلَبِّينَا
*
تِلْكَ الزَّلَازِلُ قَدْ جَاءَتْ لِتُوقِظَنَا
وَقَدْ غَفَلْنَا فَلَمْ نَرْتَحْ بِوَادِينَا
*
تُهْنَا عَلَى الدَّرْبِ لَمْ نَعْرِفْ لِخُطْوَتِنَا
مَعْنىً يُفِيدُ وَلَمْ نَهْرَعْ{لِهَادِينَا}
*
عُودُوا إِلَى{اللَّهِ}إِنَّ الْخَطْبَ مُتَّجِهٌ
إِلَى الْجَمِيعِ وَمَا هَابَ الْمَلَايِينَا
*
{بِنْتُ الْمُعِزِّ}غَدَتْ فِي الْخَوْفِ رَاكِدَةً
تَجْنِي ثِمَارَ بَلَاءٍ بَاتَ يُبْكِينَا
***
سَأَلْتُهَا وَدُمُوعُ الْحُزْنِ تَخْنُقُهَا
أَلَسْتِ بَيْتَ أَمَانٍ كَانَ يُؤْوِينَا؟!!!
*
أَلَسْتِ مَنْ قَدْ أَوَتْ مَنْ بَاتَ مُرْتَجِفاً
وَتَقْهَرِينَ عُدَاةَ الْحَقِّ طَاغِينَا؟!!!
*
أَلَسْتِ أُمًّا لِكُلِّ النَّاسِ قَاطِبَةً
تَسْتَقْبِلِينَ ضُيُوفَ الْأَرْضِ حَاكِينَا؟!!!
*
أَلَسْتِ تَاجَ فَخَارٍ بَاتَ يَحْسُدُنَا
عَلَيْهِ كُلُّ شُعُوبِ الْأَرْضِ تَأْتِينَا؟!!!
*
{بِنْتَ الْمُعِزِّ}تَعَالَيْ-بَيْنَ أَنْفُسِنَا-
وَاحْكِي لَعَلَّ دُرُوسَ الدَّهْرِ تَشْفِينَا
***
قَالَتْ: "بُنَيَّ أَنَا مَا زِلْتُ آمِنَةً
بِفَضْلِ{رَبِّكَ}يَا مَنْ ظَلْتَ مَيْمُونَا
*
بُنَيَّ:إِنِّي لِنُورِ الْحَقِّ جَامِعَةٌ
أَهْوَى الْهُدَاةَ وَلَا أَرْضَى الْمَلَاعِينَا
*
أَهْوَى الْمُوَحِّدَ لِلْمَنَّانِ فِي ظُلَمٍ
تَجْتَاحُ أَحْلَى مَعَانٍ فِي نَوَاحِينَا
*
أَهْوَى سَمِيراً يُنَاجِي اللَّهَ فِي أَدَبٍ
يَدْعُو وَيَرْجُو نَجَاةً فِي دَيَاجِينَا
*
أَهْوَى مَنِ اسْتَمْسَكُوا بِالْهَدْيِ فِي زَمَنٍ
مَلَّ الْعُصَاةَ وَيَدْعُو اللَّهَ مَغْبُونَا
*
يَدْعُو عَلَيْهِم:أَيَا{جَبَّارُ}مُنْقِذُهُمْ
أَعْتَى عَذَابٍ فَنَزِّلْ مَا سَيُنْجِينَا
*
إِنَّ عِبَادَكَ مَا أَصْغَوْا لِمَوْعِظَةٍ
فَزَلْزِلِ الْأَرْضَ تَجْتَاحُ الْمُرَائِينَا
*
يَا رَبِّ:قَدْ أَفْسَدُوا فِي الْأَرْضِ وَاغْتَصَبُوا
عِرْضَ النِّسَاءِ وَمَا زِلْنَا مُهَانِينَا
*
يَا رَبِّ: إِنَّ الْحَيَاءَ الزَّيْنَ فَارَقَهُمْ
فَاخْسِفْ بِمَنْ مَارَسُوا مَا لَيْسَ يُرْضِينَا"
***
قُلْتُ: "اهْدَئِي ..أُمَّنَا فَالْحَقُّ مُنْكَشِفٌ
وَسَوْفَ يَرْجِعُ مَا يَحْتَاجُ تَبْيِينَا
*
صِفِي لَنَا طِبَّنَا وَ{اللَّهُ}يُبْرِئُنَا
إِنَّا مَرِضْنَا وَنَحْتَاجُ الْمُدَاوِينَا"
*
قَالَتْ: "فَعُودُوا إِلَى{مِنْهَاجِ رَبِّكُمُ}
هَذَا الدَّوَاءُ الَّذِي مَا فِيهِ يَكْفِينَا
***
شعر: أ. د. محسن عبد المعطي*
شاعر وناقد وروائي مصري*