نصوص أدبية
سعد جاسم: أَصابعُهُ نايات وشموع
ذاتَ صباحٍ
إِستيقظَ العاشقُ
- الذي هو أَنا -
فوجدَ نفسَهُ طائراً
يترنمُ بسيرةِ الله
والحبِّ والوردِ
والخبزِ والينابيع
*
وذاتَ صباحٍ آخرَ
إِستيقظَ الحالمُ أنا
فوجدَ أَصابعَهُ ناياتٍ
تُرتّلُ سيرةَ الأَرضِ
والناسِ والغرامِ
والنساءِ العاشقاتِ
والمصائرِ الغامضة
*
وذاتَ فجرٍ أَخضرٍ
إِستيقظَ الطفلُ الذي يسكنُني
فوجدَ قلبَهُ يشعُّ اقماراً
ونوارسَ ويواقيت
*
وعندما إِستيقظَ الناسكُ الذي يتَجلّى فيَّ
وجدَ روحهَ تتوهجُ ملائكةً
وأُمهاتٍ وشهداءً
وعشاقاً صوفيين
*
وذاتَ غبشٍ أَبيضٍ
إستيقظَ العارفُ الذي هو أَنا
فوجدَ نفسَهُ كتاباً
يُشعشعُ بالأَسماءِ والرؤى
والوقائعِ المُعتّقةِ
والأَقدارِ اللامرئيةِ
ونصوصِ السماواتِ
و الغيبِ والنشوةِ والعشقِ
والغوايةِ والهدايةِ
فعرفَ سرَّ الأَسرارِ
وراحَ يطوي الارضَ
مثلما يُطوى السجّلُ
وصحائفُ الكينونةِ
وأَلواحُ الأبدية
*
وهكذا ...
أَصبحَتُ في كلِّ صباحٍ
أَستيقظُ فيهِ
أَرى الله في قلبي
وهو ينفحُ فيَّ
من روحهِ
ضوءَ الحكمةِ
وتراتيلَ الخلاص
***
سعد جاسم