تقارير وتحقيقات
حتفالية توقيع كتاب سبر الأغوار للفنان والناقد حسين صقور
أقيمت في دمشق وضمن صالة الشعب التابعة للاتحاد العام للفنانين التشكيليين في سوريا احتفالية تشكيلية ندوة وحفل توقيع كتاب سبر الأغوار في النقد التشكيلي للفنان والناقد التشكيلي السوري الفينيق حسين صقور في23-7-2024. وترافقت الفعالية مع معرض من مقتنيات وزارة الثقافة للفنانين الذين تضمنهم الكتاب.
وقد أوضح الفينيق للفنانين والحضور المتابعين لسيرورة عمله تفاصيل ما تقدم حول مضمون الكتاب وأجاب على استفساراتهم المرتبطة في الغالب بالأسس المعتمدة في اختيار مواضيعه النقدية وتسلسل ترتيبها مؤكداً أن ترتيب الأسماء ارتبط باعتبارات متداخلة أهمها العمر ثم مستوى الحضور محلياً وعالمياً.. وهنا تكمن قيمة هذا التسلسل؛ والمعلومات الرئيسة للشخصيات المذكورة والمتعلقة بالسيرة الذاتية أدرجت مستقلة ضمن الباب الأخير كي لا تشوش القارئ أو تؤثر على سلاسة النص والقيم الفنية والجمالية الكفيلة بأخذ القارئ لمتعة المتابعة والقراءة.
ثم استهل الندوة بحديث ودي يتجلى من خلاله عمق المعاني والكلمات:
وفي لقائي هذا معكم تتقاذفني الحيرة.. حول ماذا أتحدث.. إن كنت سأتحدث.. حول مضمون الكتاب والفن فها هو الكتاب بين أيديكم قد تجدون فيه بعضا مما كنت أود أن أقوله على أمل أن أستكمل بعضه الآخر لاحقاً...
إن كان الحديث عن الذات فأنا لا أحسن الحديث هنا فكل ما يصدر علنا عن الذات وحول الذات.. لن يكون لوقعه في الذات الأخرى أي أثر سوى أنه محض افتراء.. ودعاماته مبنية على الأنانية والغرور.
فحديث الذات عن نفسها حتى وإن كانت دوافعه الحاجة الملحة للبوح هو كالوقوف عراة أمام أنفسنا أولا ثم أمام الآخر ثانيا...وهذا يفسر يبرر لنا ما يمكن أن يعترينا من خجل حين نوضع في اختبار كهذا
أما في قراءة اللوحة فلا يمكننا تلخيص أي تجربة إنسانية واستخلاص الخلاصة منها دون استدعاء الذات صاحبة التجربة وتجريدها من كل ما يغطيها من مخاوف وعقد (هل هنالك من هو قادر على التحليل والتأويل والتفسير أكثر من ذات كلية يقودها إحساس عال بالمسؤولية هي ذات بكل الحب تنتمي للجميع ).
كتاب سبر الأغوار هو قراءات حسية ونقدية وجمالية تميزت بفرادتها وقدرتها على سبر أغوار العمل التشكيلي عبر سرد لغوي سلس كشلال عذب وهو ه يحمل من الفرادة والخصوصية ما يصيره ليكون بحد ذاتها لتكون نصاً ابداعيا موازياً مترابطاً ومستقلاً عن اللوحة في آن. هو كتاب لا ينتمي للعمل التوثيقي الذي تعنيه الحوادث التواريخ والانشطة والجوائز كأرقام أنما ينتمي للنقد التشكيلي كعمل يتطلب الموهبة والحدس لسبر أغوار الفنان والعمل والكشف عن القيم الإبداعية والجمالية ولتحقيق ذلك الترابط والتواصل ما بين اللوحة والفنان والمتلقي.
ويرى صقور أن الناقد التشكيلي المؤهل هو فنان ومجرب من الطراز الأول وهو يمتلك قلبا طيبا ومحبا يمنحه القدرة على التعامل مع محيطه بعين ثاقبة قادرة على التحليل والتأويل والكشف عما هو أبعد من الظاهر المرئي كما أكد أن الناقد يجب أن يمتلك ناصية اللغة إضافة لثقافته العامة في كافة المجالات الخادمة هو صلة الوصل بين الفنان واللوحة والمتلقي هو الجسر وحين يكون الجسر فريداً ستكون فرصة العبور من خلاله أكبر وأكثر متعة
وحول مضمون الكتاب أجاب الفينيق الكتاب تحصيلٌ لنتاجي السابق في النقد التشكيلي، ومختاراتٌ مما يتكدس في أدراجي من نصوصٍ عن بعض الفنانين الرواد
رغم أن لكتابي مبررات حضوره من نقاط كثيرة منها قدرته على الاختلاف في اسلوب التعاطي مع اللوحة والفنان وخصوصية السرد اللغوي فيه ورغم فرادته إلا أن المخاوف مما قد يحدثه خلط الاجيال من أثر وانعكاسات كانت أكبر لذلك آثرت أن أنشر مواضيعي في كتابين مترابطين أو أكثر وقد يعاد نشرهما ضمن موسوعة لها مبرراتها مستقبلاً
وأقول أن كل ما أقوم به من أعمال في حياتي مرتبط بقدر ما تحققه لي من متعة الطريق فأنا أنظر لعالمي المحيط بعين الدهشة والإعجاب وهما المحرك الأساسي للإبداع وللبحث عن الأسرار خلفه
وما كنت أرنو إليه في رحلة عبوري هذه أن أهيئ لروحي الهائمة جناحين عظيمين يغطيان السماء ثم يمضيان بها الى جنان الخلد وأن أهيئ لجسدي المنهك لحدا مريحا في ثرى وطني أرض المحبة والعطاء
وحقيقة أنا أجد أن هناك ظلم يلحق دائما بالأجيال الجديدة من الفنانين رغم ما يقدمونه من ابداعات فتصير مهمتهم في اثبات ذاتهم على الساحة التشكيلية أكثر صعوبة في ظل ازدحام الساحة بالفنانين.. وفي ظل الظروف الصعبة الراهنة التي يمر بها الوطن.
هناك أمور تحكمها طبيعة العلاقات بين الأجيال.. وسلاسة المعتمدين في الشأن الثقافي من قبل الوزارة.. ومدى ايمانهم بضرورة هدم وردم تلك الهوة ما بين الأجيال
وختم صقور بنداء من القلب
زملائي الفنانين
الإنسان كائن قابل للنمو مع الحفاظ على طباعه الجميلة والأصيلة أنت اليوم لست كما البارحة.. وفي مضمار العلاقات الانسانية الجماعات والمجتمعات الأكثر تخلفاً لا تستطيع استيعاب هذا.. فيمارسون شكلاً من أشكال المقاطعة والقطيعة وحربا غير معلنة ضد بعضهم ويكيلون الشرفاء والعصاميين بالاتهامات
لسبب ما قد نتفق ونتوافق أو لا نتفق ولا نتوافق مع الآخر هذا شأننا وخيارنا... ولكن حين يصير همنا ازاحة الآخر وعزله من خلال تنشيط الشللية للتأثير على الرأي العام.. تلك هي الجريمة التي لا تمت لأخلاق الفنان الحقيقي بأية صلة...أرجو أن تغمر المحبة قلوبنا ونحن على الطريق نحو مستقبل مشرق
***