تقارير وتحقيقات
د. مصطفى جواد الذكرى السنوية الخمسين لرحيله
عقَدَ المجلس الثقافي في مكتبة الإمامين الجوادين العامة في العتبة الكاظمية المقدسة ندوته الرابعة عشر بعد المائة لمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لرحيل العلامة الدكتور مصطفى جواد تلك الشخصية البارعة والمدرسة العبقرية التي عُرفت بأدوارها الإنسانية ورصانتها العلمية والفكرية والثقافية، بل ومن الرواد البارزين في العراق الذين خدموا اللغة العربية وشغفوا بعلومها وأسّسوا قواعدها، بحضور نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة المهندس سعد محمد حسن، وعضو مجلس الإدارة المهندس فلاح عبد الحسن وعددٍ من الأساتذة والباحثين والأكاديميين والمثقفين.
استهلت الندوة بتلاوة معطرة من آيات الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة الحاج همام عدنان أسماع الحاضرين، بعدها قدم الباحث المهندس عبد الكريم عبد الرسول الدباغ في محورها الأول ورقة بحثية بعنوان: (الكاظمية في آثار الأستاذ الدكتور مصطفى جواد)، أشار خلالها إلى الآثار الثلاثة التاريخية المهمة في توثيق مدينة الكاظمية المقدسة وهي: "الكاظمية قديمًا" وقد تحدث في هذا الباب عن المدينة منذ تأسيسها وما يتعلق بها، والذي نشر في موسوعة العتبات المقدسة/ الجزء الأول، وكذلك عن مشهد الكاظمين "عليهما السلام" وكانت نسخة مخطوطة منها بآلة الطابعة عند العلامة الدكتور حسين علي محفوظ، وتم تحقيق النسخة وطباعتها ضمن إصدارات العتبة الكاظمية المقدسة بتحقيق الشيخ غزوان الكليدار، حيث تحدث فيه الدكتور مصطفى جواد عن العتبة المقدسة وعمارتها وما يتعلق بها، وأيضاً بيّن الباحث ما ورد في " السلك الناظم لدفناء مشهد الكاظم" الباب الذي طبع في موسوعة العتبات المقدسة/ الجزء الثاني وسلّط فيه الضوء على الشخصيات التي دُفنت في العتبة الكاظمية المقدسة منذ القرن الثالث إلى القرن الثامن، وهو بحث مهم جدًّا ونفيس في بابهِ.
بعدها استعرض الباحث الدكتور كاظم جواد المنذري في محور الندوة الثاني ورقة بحثية بعنوان: قراءة في كتاب (أحاديث بغداد) للدكتور مصطفى جواد، وسلّط الضوء على هذا الكتاب المهم الذي كان مخطوطًاً في دار الكتب والوثائق واستطاع الحصول عليه والعمل على تحقيقه بعد دراسة موجزة عن العلامة مصطفى جواد وعمله في هذا المخطوط، والمعلومات المهمة القيمة التي كتبها عن بغداد.
وشهدت الندوة في محورها الثالث عرض فلم وثائقي عن العلامة الدكتور مصطفى جواد، ثم بيَّن مدير الندوة الشيخ عماد الكاظمي علاقة الدكتور مصطفى جواد بالسيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني ومشاركته في احتفاليات يوم عاشوراء التي كانت تقام في أربعينيات القرن الماضي، وشارك الدكتور بثلاث قصائد في سنوات ثلاث منها قصيدة (الذكرى الدامية) التي مطلعها:
أبى الله أنْ يُنسى مصابُ ابنُ فاطمِ *** جاءت تُعزّيهِ شتى العوالمِ
فضلاً عن الإشارة إلى شذرات من جهوده في اللغة العربية.
كما تخلّلت الندوة مشاركات شعرية للأستاذ محسن الموسوي، والأستاذ ليث العضاض مستذكرين خلالها ذكرى شهادة السيدة الزهراء "عليها السلام". واختتمت الندوة الثقافية بمداخلات مهمة من خلال مشاركة الحضور في الحديث عن هذه الشخصية العراقية الفذّة وما لها من أثر كبير في العلم والأدب والتراث والتحقيق .
زاهد البياتي