كتب واصدارات
صدور كتاب: قضايا المهمشين وتصوير الهامش في السينما العالمية
للمخرج السينمائي والناقد حميد عقبي
عن مجلة الت للترجمة العربية والصحافة في بريطانيا التي يديرها الناقد اليمني د. حاتم الشماع، صدر كتاب قضايا المهمشين وتصوير الهامش في السينما العالمية: تأملات في خمسين فيلماً حول العالم للمخرج السينمائي والناقد حميد عقبي، يحتوي الكتاب على 145صفحة من الحجم المتوسط وهو متوفر حاليًا على منصة امازون لعرض الكتب.
الكتاب رحلة فنية بأسلوب شيق مع أكثر من خمسين فيلمًا سينمائيًا عالميًا تناولت موضوع المهمشين والهامش ويتميز بالتحليل للكثير من المشاهد والأساليب الفنية من الواقعية والواقعية الساحرة إلى الشعرية مع الكثير من المقارنات الإخراجية والأسلوبية والفكرية.
يتناول هذا الكتاب هذه النماذج السينمائية المهمة والتي اهتمت بقضايا المهمشين وتصوير الهامش حيث تم تناول البشر البسطاء كأبطال قصصية، جميع هذه الأفلام تسلط الضوء على فئات مهمشة اجتماعيًا واقتصاديًا، مثل العمال، المهاجرين، المتحولين جنسيًا، ذوي الميولات الجنسية المختلفة، النساء، والشباب من أصول إفريقية أو عربية. يُبرز المخرجون الواقع وقراءة ما وراء الوقع، تصوير هذه الشخصيات ابرزتهم كأبطال لا بوصفهم ضحايا فقط، بل أشخاصًا يمتلكون القدرة على التعبير والسعي من أجل التغيير والبحث عن السعادة رغم التحديات.
وذكر حميد عقبي في مقدمته بأن هذه الأفلام قدمت صورة إنسانية معقدة وعميقة للمهمشين، من خلال استخدام السينما كأداة لفهم الهامش بما يحمله من تناقضات وصراعات اجتماعية ونفسية وأيضًا تطورات، حيث تأتي متغيرات حديثة توسع من الهامش وتعمقه وتجعله مألوفًا، كما أن هناك نوعية ضخمة من الأفلام التجارية الهشة تستخدم في السينما لأغراض السخرية والتهكم من هذه الفئات، قضايا الهامش من المواضيع الهامة التي أصبحت تغري بعض المخرجين حول العالم ولكن هناك مصاعب كثيرة قد تواجه الرغبة في الغوص بهذا العالم المتخم بالحكايات والألم والبؤس والحلم، لعل أكبر مشكلة تواجه المشاريع السينمائية من هذا النوع هو عدم وجود الدعم والتشجيع، شركات الانتاج وهيئات الدعم قد ترحب بمشروع يتحدث عن شخصية مهمشة أو من سكان الضواحي لها ميولات جنسية مختلفة أو مجرمة أو مختلة ومضطربة أو لديها وجهات نظر سلبية عن أصلها ودينها ومجتمعها، الأفكار الجادة والموضوعية تقف أمامها عائق الانتاج وعليها أن تخوض معركة شرسة أو يتم تنفيذها في مناخ صعب ووسائل متواضعة جدًا وعليها المجازفة والمخاطرة.
رغم كل العوائق والصعوبات إلا أن موضوع الهامش والمهمشين والضواحي يظل له سحره الخاص وربما يعود هذا إلى الواقع والنماذج الإنسانية المقيدة بهذا الواقع والأماكن وتفاصيل كثيرة لاتزال مجهولة وتحتاج إلى من يكتشفها ويناقشها ضمن رؤية سينمائية مبدعة إنسانية وخلاقة.
وقد وضح عقبي بأن هذا الكتاب هو التعاون الأول مع الناقد والناشر اليمني د. حاتم الشماع وهناك كتب عديدة ستنشرها مجلة الت للترجمة العربية والصحافة التي يديرها الشماع في بريطانيا وتهتم بدراسة الإبداعات اليمنية وترجمتها.
الجدير بالذكر أن حميد عقبي، يمني ـ مقيم في فرنسا، مخرج سينمائي وكاتب، متنوع النشاطات، أخرج وأنتج عشرة أفلام قصيرة، صدر له ثمانية كتب نقد سينمائي، أحدى عشرة رواية، أربع مجموعات قصصية، خمسة دواوين شعرية وأقام عشرة معارض تشكيلية وله كتب باللغة الفرنسية وثلاثة كتب نصوص سيناريو وسبعة كتب تضم تسعة نصوص مسرحية، له ديوان ربما كان الخلل في نجومنا مترجم إلى الألمانية ونص مسرحي رغوة تُرجم إلى الإيطالية، ناشط ثقافي ويدير المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح.
***
باريس