كتب واصدارات
قراءة معاصرة في الفلسفة الحديثة.. كتاب جديد للباحث الفلسفي علي محمد اليوسف
صدر عن دار غيداء في الاردن كتاب:
قراءة معاصرة في الفلسفة الحديثة
للباحث الفلسفي الأستاذ علي محمد اليوسف،
والكتاب ثاني كتاب من جملة ثلاث كتب صدرت للباحث القدير هذا العام 2024 م
المحتويات
المقدمة
الفصل الاول: برينتانو ومبحث فلسفة الوعي القصدي.
الفصل الثاني: التاريخ البدائي والنزعة الانسانية في الفلسفة البنيوية
الفصل الثالث: العقل والحياة والفلسفة
الفصل الرابع الجدل الديالكتيكي بين هيجل وكروتشة
الفصل الخامس: ديكارت وميتافيزيقا التلفيق
الفصل السادس: نورث وايتهيد والفلسفة الواقعية المحدثة.
الفصل السابع: حقائق الرياضيات والفلسفة.
الفصل الثامن: اخطاء فلسفية .
الفصل التاسع: الطبيعة والانسان ادراك لغوي .
الفصل العاشر: قطوعات في فلسفة العقل الفصل الحادي عشر: مباحث فلسفية اشكالية
الفصل الثاني عشر: نقاشات ومحاورات في الفلسفة .
الفصل الثالث عشر: هيجل وطبيعة العقل الجدلية.
الفصل الرابع عشر: التاريخ في الماركسية والبنيوية وما بعد الحداثة .
الفصل الخامس عشر: التاريخ وهم المستقبل الغائي.
الفصل السادس عشر: جورج مور والنزعة المثالية .
الفصل السابع عشر: شذرات فلسفية تحليلية.
الفصل الثامن عشر: فيض اللغة في عجز التعبير
المقدمة
يبدو عنوان الكتاب مفتوحا في لا نهائيات غير مغلقة لا شياء وبعض من مباحث لم تقلها الفلسفة لسبب ما. وهي بالحتم ستقولها مستقبلا لا بصيغة نهائيات مقفلة بل تقولها كبدايات لمتناسلات هي الاخرى ستكون مفتوحة على بدايات تعقبها تليها ليس لها نهائيات وهكذا تستمر العملية. كل موجود او موضوع بحثي حسب المنطق الفلسفي هو وجود مفتوح على كل الاحتمالات وليس مقفلا على نهائية ثابتة.
مابين البداية بشيء ولانهايته مسافة سلسلة من بدايات اللاانتهاء. بداية فتح حركة شيء يعني انك فتحت كوّة اطلالة نافذة على العالم ترى منها ما تقع عليه حواسك وتفكيرك وسلوكك. مثل بطل هنري باربوس في رواية الدوس هكسلي اذا لم تخني الذاكرة. وعلى حد تعبير مقاربة جوردان برونو للمعنى ذاته قوله " من السخافة العقلية ان تقول لا يوجد طيور بالسماء غير التي اراها الان من نافذتي وحدي ". هذا الانفتاح الفيزيائي على حقائق فلكية علمية قاد صاحبه الى مأساة قل نظيرها بالبشاعة في اعدامه.
كل اطلالة على العالم لمعرفته هي نافذة من سجن مؤبد للتفتيش الدائم عن محاولة معرفة ما خلف النافذة اكثر من المتاح لك. ليس بمعنى لاننا عالم صغير يحاول ابتلاع عالم ليس اكبر منه حجما بل اكبر منه في كل شيء يمكن الانسان تصوره. مقارنة محدودية ادراكاتنا لعالم لا يمكن ادراكه بكل قوى العالم الارضي مجتمعة.
عالمنا الكوني عالم لا نهائي يسكن جوفه بل يبتلعه عالم متناهي لا يمكننا ادراكه لذا قدرنا الوجودي ان نكون كوة تنظر الى متناهيات جزئية هي لا شيء لا في تكوين العالم ولا في اهمية صيرورته الحركية التكوينية بلا توقف ولا نهاية. اعتدنا الحياة ان كل شيء قيل فيها وعنها سبق لنا أن قيل عنها من قبل. اذن ما اهمية مراكمة ما لم يقل عما قيل دونما توفرنا على الجديد الذي لم يسبق لنا قوله؟ بناء على اسس سبق تشييدها سيكون بناءا تشويهيا مرفوضا خارج الزمن الحقيقي للاسس وخارج الاعجازات الاسسية لما يراد بناءه جديدا مضافا عليه.
لنمعن النظر جيدا في عمليات اركيولوجيا ترميم المكتشفات الحفرية ذات القيمة التاريخية والحضارية العظيمة. ما يضاف لها في محاولة اعادتها الى الاصل هو تلفيق تشويهي يحاور التاريخ بغباء ويتعامل مع الحضارة بتخريب لا يعي صاحبه معناه. هنا نعطي كل الفضل لعلماء التنقيب والا ستكون مكتشفاتهم المبهرة للعالم لا قيمة لها وهي مطمورة تحت الاتربة وبقايا الحفريات المتهالكة القديمة الناقصة.
هنا علينا التسليم ان كل شيء بالوجود هو وجود يوجد لمرة واحدة لا يتكرر دائريا ولا يمكننا استنساخها صوريا باكثر مما هي بالاصل. وما قيل عنها اركيولوجيا حضاريا تكون محاولة الزيادة والدوران الدائري حوله لا معنى لها فالاصل يعبّر عن حقيقة الشيء مرة واحدة فقط.
دائما نبني فوق ما سبق لنا ورثناه لنجده مستنسخا عن سابقات له. مرة عبّر الفيلسوف الفرنسي جاستون باشلار ان النقطة الصفر هي بداية علمية وليست نقطة خارج السطر. وكان في قمة الريادة في كيفية البحث العلمي التي اخذها عنه العديد من الفلاسفة والعلماء. في اختلافهم حول نقطة الصفر ان تكون البداية ام تكون النهاية؟
كان باشلار على ادراك تام ان كل بداية هي ممكن ومتاح وجودي ان يكون اسّا لبناء جديد يعلوه.لكن الباب الذي لم يرد باشلار سدّه بوجه اصحاب الاضافات التجديدية هو كل جديد على نقطة الشروع الصفرية هو بدوره نقطة شروع صفرية اخرى جديدة لا علاقة لها بما انجزته ما قبل نقطة الصفر الاولى. بهذا المعنى اننا لا نعبر نفس النهر مرتين كما اتحفنا هيرقليطس بسيرورة كل شيئ بالوجود بحركة دائبة. وما سبق وقيل سيبقى ما بعده ماسبق له وقيل.
كل شيء نعيه او نعبر او نستخدمه بالحياة هو صورة سلوكية قمنا بها لمرة واحدة لن تتكرر ومن العبث محاولة تكرارها ليس لان الزمان لا يتكرر في المروق.بل لان المكان في حقيقته مروق غير ثابت بل متحرك تلازمه حيادية زمنية.
خلاصة المعنى نقطة الصفر الشروعية لا يلغيها لا ما قبلها ولا ما بعدها. عليه يكون كل موجود صورة مفتوحة من الوجود وليست صورة مقفلة. الوجود بالنسبة لنا هو انفتاح دائم نفتش خلاله على منغلقات نفتحها. صحيح اننا لا ندرك كل شيء بالوجود المنفتح لكننا لا نوصد كل شيء يريد الانفتاح ونرغب نحن ذلك ايضا.
صفرية الشروع بالكتابة هي قيمة فكرية تواردت بتفكيرنا قبل المباشرة بكتابة الاحرف التي هي بدايات افكار متقدمة وليست بدايات صفرية متراجعة الى الوراء مقفلة.
ارجو ان تكون المقدمة التي هي من متن احد فصول الكتاب كافية التعريف بتنوعاته الفلسفية في مباحث ودراسات ومقالات تثري ذاكرة قاريء الفلسفة حصرا وشكرا.
***
علي محمد اليوسف /الموصل
حزيران 2022م