أقلام حرة

شدري معمر: دور الأعلام في التنمية الثقافية وصناعة الوعي

المجتمعات الحية والمتقدمة هي التي تنقب عن تاريخ أعلامها وشخصياتها المؤثرة لتنفض عنها غبار النسيان وتبعث سيرتها ليتعرف عليها الجيل الجديد فتكون لهم قدوات مؤثرة وفاعلة.. فهؤلاء الأعلام والشخصيات في مختلف المجالات العلمية والفكرية هم منارات هادية تعطي ثراء للمجتمع..

فما هو دورهم في تنمية المنطقة أو الوطن؟

يمكن أن نحصر هذا الدور في أمرين اثنين:

أولا: دورهم في التنمية الثقافية

يقوم هؤلاء الأعلام بدور محوري في التنمية الثقافية وصناعة الوعي من خلال إنجازاتهم العلمية والفكرية التي تنقل إلينا معارف وأفكارا عميقة تساهم في فهم قضايا المجتمع، وتقديم حلول مستنيرة، ونشر الوعي المجتمعي عبر التثقيف ونشر العلم والتوعية

كما أنهم يسهمون في مكافحة الجهل والتحيز من خلال إنتاج محتوى موثوق، ودعم كل ما هو نافع ..

فإنتاج المعرفة: فالكتب التي ألفها هؤلاء الأعلام في مختلف المجالات تساهم في التنمية الثقافية للمنطقة الولاية أو الوطن بأكمله فتحفز الأجيال على الإبداع والإنتاج الفكري ونشر العلم اقتداء بتلك الشخصيات الفاعلة المؤثرة..

الأمر الثاني صناعة الوعي: قد يتساءل المتلقي كيف تصنع هذه الأعلام الوعي في المجتمع؟ فعندما نتأمل سيرة هذه الشخصيات التاريخية وكيف قاومت الظروف الصعبة القاسية واستطاعت أن نترك بصمتها في التاريخ بإنجازاتها العلمية والفكرية فبعث تراثها العلمي والمعرفي والديني يساهم في نشر الوعي لدى الأجيال فتتحصن بثقافة عميقة ضاربة في الجذور فلا يمكن أن تتزعزع شخصيتها أمام الغزو الفكري والثقافي فعندما يقتبس الجيل الجديد من حياة هؤلاء الأعلام كل نافع ومفيد يتسلحون بالوعي وعندما نعرفهم بسيرتهم وندرسها لهم في المناهج التربوية لحظتئذ نصنع فيهم الوعي بكل تجلياته

الوعي الثقافي والاجتماعي والأمني..

لهذا هناك مسؤولية ملقاة على صانعي المناهج والنخب الثقافية فعليهم أن يؤدوا رسالتهم الحضارية ويتشروا تراث الأعلام والشخصيات في كتب سهلة ميسرة تدرس في المدارس وتحول حياتهم إلى أعمال فنية أفلام ومسلسلات حتى رسوم متحركة، لتقتبس منها الأجيال نور العلم والإيمان والتحدي ومواجهة صعاب الحياة بإرادة قوية لا تتزعزع...

لحظتئذ نكون قد نجحنا في الحفاظ على ذاكرتنا من النسيان..

***

الكاتب شدري معمر علي

الجزائر

في المثقف اليوم