أقلام حرة
صادق السامرائي: البطالة والحروب!!

التطورات التكنولوجية والتواصلية، وثورات الذكاء الإصطناعي وإنطلاق مسيرة الروبوتات الآلية، هيمنت على المصانع والمعامل والشركات، وكافة ميادين العمل، وهذا يعني أن الحاجة للأيادي العاملة تناقصت بنسب كبيرة، أي أن البشر أصبح فائضا عن الحاجة.
على سبيل المثال المزارع التي كان يعمل فيها آلاف العمال إكتفت اليوم ببضعة مكائن وآلات، وكذلك مصانع السيارات التي معظمها تعمل بالروبوتات، وما عادت تستوعب الأعداد الغفيرة من العمال.
ويترتب على ذلك وجود المصانع في أي مكان لا يمثل فارقا مهما، لأن الآلة تتحكم بخطوط الإنتاج.
والتأريخ يحدثنا عن أعمار القوى والإمبراطوريات المتوافقة مع مسيرة حياة أي مخلوق يفترسه الزمن.
فلا تدوم قوة ولا ضعف، وإنما تتأرجح مسيرات الأحياء بينهما.
عندما يصل البشر إلى مرتبة تفاعلية تساهم في تأمين راحته وتنمية كسله، فمن الصعب عليه مغادرتها والإنتقال إلى حالة أخرى تتطلب جهدا ومثابرة.
وما تقدم يعني أن البطالة ستتنامى مع تنامي أعداد البشر، وإنكماش فرص العمل، مما سيؤدي إلى نشوب الحروب الماحقة للملايين، والمدمرة للعمران، فالخراب ربما سيوفر فرصا لإستيعاب العمالة الحائرة المجردة من أبسط متطلبات البقاء.
وفي ذات الوقت يزداد عدد المليونرية والبليونرية الذين يجمعون أموال البشرية ويقبضون عليها، فميزانيات بعض الأفراد تفوق ميزانيات العديد من الدول، وهذا خلل مروع سيتسبب بتداعيات إنهيارية خطيرة في العالم.
وهكذا فالحرب الواسعة لا مفر منها، وستنشب في أي وقت، ولن تجد البشرية مخرجا منها، مهما حاولت، فأنها ربما ستؤجلها، لكن وقوعها حتمي ومن ضرورات البقاء فوق التراب.
دارت بنا وتأهبتْ...وبها عروشٌ قد خوتْ، بصاعدٍ ونازلٍ...أيامها تبدلت، بعسرها ويسرها...أحوالها تجدّدتْ!!
***
د. صادق السامرائي