أقلام حرة
مزهر جبر الساعدي: مفاوضات ايقاف المجازر الصهيونية
خدمة للمقاومة، أم كسر لها؟
تزامنا مع اصدار القرار الأممي 2720 الخاص حصريا بإدخال المساعدات الانسانية الى غزة؛ تم تشكيل تحالف دولي بقيادة امريكا؛ لضمان حرية الملاحة في البحر الاحمر، من عدد من الدول الاوربية وغيرها، ودولة عربية واحدة، هي البحرين في حين غاب عنه جميع دول الخليج العربي ومصر والاردن. ان هذا التحالف؛ يثير الشك، في مقاصده واهدافه؛ للتالي: اولا ان حركة انصار الله في اليمن؛ اكدت من انها سوف تستهدف فقط السفن التي وجهَتِها دولة الاحتلال الاسرائيلي، كما ان هذه العملية؛ هدفها هو اجبار اسرائيل والمجتمع الدولي للضغط على اسرائيل؛ بإدخال الوقود والطعام وما هو متصل بهما من اسباب الحياة، بمعنى ان هذه العملية لها هدف محدد ومحدود لسفن الملاحة في البحر الاحمر. ثانيا ان تشكيل هذا التحالف جاء متزامنا مع اصدار قرار ادخال المساعدات الى القطاع؛ مما يقود الى ان الهدف من تشكيله قد انتهى؛ عند الأخذ بنظر الاعتبار هدف حركة انصار الله في اليمن، كما اعلنت الحركة عن اسباب مهاجمتها للسفن المتجه الى الموانيء الاسرائيلية، وقد توقفت هذه الهجمات فعلا، بعد صدور القرار سابق الذكر. ثالثا ان هناك تحالف كان قد سمي في حينه، في عام 2022؛ تحالف المهمات المشتركة 153وقد ضم ما يقارب 40 دولة وايضا بقيادة امريكا، بما فيها دول الخليج العربي ومصر والاردن. ان هذا كله يعني؛ ان هناك ما وراء تشكيل هذه التحالف ما وراءه، سواء الدول التي اعلن عن انضمامها اليه، او التي لم يعلن عنها رسميا المشاركة فيه؟ ان هناك الكثير من التحليلات السياسية؛ التي ترجح؛ ان امريكا او دولة الاحتلال الاسرائيلي او كليهما؛ تخططان او تخطط امريكا في توجه ضربات ربما منتخبة او مفتوحة على حركة انصار الله في اليمن، وعلى ايران، وعلى لبنان. في رأيي المتواضع: لن تهاجم امريكا او دولة الاحتلال الاسرائيلي، لا ايران ولا حركة انصار الله، ولا لبنان في الوقت الحاضر، أما ايران وحركة انصار الله؛ فلن تقوم لا اسرائيل ولا امريكا بمهاجمتهما، لا الآن، ولا في الامد المنظور، والمتوسط والابعد زمنيا من الأمدين؛ وهذا موضوع اخر له شكل مختلف في القراءة.. باختصار؛ ان هذا التجييش الامريكي، الغرض منه التخويف والردع؛ لتمرير التالي؛ اولا اعادة هيكلة وتجديد السلطة الفلسطينية، من خلال الانتخابات؟.. ثانيا انهاء حكم المقاومة الفلسطينية في القطاع؛ بتصفية قياداتها، وتهجير البقية الى احدى الدول العربية، أو احدى دول الجوار الاسلامي، تركيا، او الجزائر مثلا، مع يصاحب هذه العملية من تهجير ناعم لسكان غزة. ثالثا الضغط على الحكومة اللبنانية في المفاوضات التي ربما جارية الآن، أو انها سوف تجري في المقبل من الزمن؛ للاتفاق الذي سوف يكون عنوانه هو تطبيق قرار الاممي رقم 1701الذي صدر بعد انتهاء الحرب الاسرائيلية على لبنان بهزيمة الاولى في عام 2006؛ بدفع قوات حزب الله الى ما وراء نهر الليطاني. والتلويح الاسرائيلي بمهاجمة جنوب لبنان، يقع في هذا السياق، وهو للتهديد وليس للتنفيذ على الأقل في الوقت الحاضر. لكن عندما نقلب هذه الصفحة ونقرأ في الصفحة الثانية المختلفة كليا عن الاولى، نقرأ التالي، أو ملخص قراءة الصحفة، في التالي: اولا ان المقاومة تكبد جنود الاحتلال خسائر كبيرة جدا. في رسالة لحيى السنوار قائد المقاومة الفلسطينية في غزة، الى رئيس واعضاء المكتب السياسي لحركة حماس؛ اشار الى ان جيش الاحتلال الاسرائيلي؛ يتكبد يوميا خسائر كبيرة جدا، في الجنود والمعدات. كما ان المقاومة تحقق يوميا انتصارات على العدو، في كل المحاور. اضافة يقول السنوار في رسالته هذه؛ ان الشعب الغزاوي ملتف حول المقاومة ويقدم لها الدعم والاسناد. ان من الواجب دعم هذا الشعب؛ من خلال اعادة الاعمار وتوفير كل ماهو ضروري له. وان اي حل يجب ان يتضمن وقف دائم لهذه المذبحة(هذا الوصف مني، لم يرد في الرسالة) مع الانسحاب الكامل من القطاع، واعمار القطاع. هذه الرسالة وفي هذه الظروف تؤكد؛ ان هناك هاجس لدى قائد المقاومة في الذي يجري عربيا وامريكيا؛ من حلول لوضع نهاية لهذه المجازر الصهيونية، قد تكون او تشكل طوق نجاة للكيان الاسرائيلي المحتل ولنتنياهو. عليه فهي نقاط حوار؛ تشكل قاعدة للتفاوض. ثانيا ان المسؤولين اصحاب القرار في الداخل الاسرائيلي، منقسمون في الذي يخص طريقة ادارة هذه الحرب واهدافها في غزة. ثالثا امريكا بايدن على ابواب انتخابات، واي توسع للحرب، بحرب مفتوحة، غير مسيطر عليها، وعلى عدة جبهات، سوف تجعل ادارة بايدن الديمقراطية؛ تخسر مسبقا.. اضافة الى ان امريكا ودولة الاحتلال الاسرائيلي؛ لا قبلَ لهما بتحمل الاثمان الاستراتيجية لحرب على عدة جبهات. رابعا ان الحرب على عدة جبهات سوف يؤثر تأثيرا منتجا على عدة انظمة عربية؛ لجهة تعريتها واحراجها، وبالتالي خلخلة وجودها وسيطرتها.. أما اذا واصلنا القراءة الى الخاتمة، سوف نقرأ؛ الملخص التالي: اولا ان المقاومة الفلسطينية تكبد اسرائيل خسائر باهظة في الجنود والمعدات، وقد اخذت زمام المبادرة والسيطرة في الايام الأخير؛ بدليل الزيادة المضطردة في عدد القتلى، وتدمير المعدات. ثانيا التفاف الشعب الفلسطيني حولها في القطاع والضفة الغربية، دعما وملاذا. ثالثا ان اطالة امد الحرب الاجرامية هذه؛ سوف يقود الى تفجير الاوضاع في الضفة الغربية؛ على غرار الانتفاضة الاولى في عام 1987.رابعا ان استمرار الكيان الصهيوني المحتل في جرائمه يؤدي الى خسائر اقتصادية باهظة في مسارين: - اغلب الجنود كانوا قد تم سحبهم من المصانع وغيرها، مما يقلل الى درجة كبيرة ومؤثرة على الانتاج؛ بفعل تقليل على حد كبير من قوى العمل والانتاج. – اثمان هذه الجريمة الصهيونية باهظة ماليا. خامسا ان المقاومة تقاتل وتقاوم بروح الاستشهاد. التاريخ علمنا ويعلمنا الى الآن او الى الامد القريب؛ ان القتال بروح الاستشهاد كليا، سوف ينتصر مهما كانت قوة وقدرة آلة العدو على التدمير. ان البعض من الدول العربية وبالتعاون مع امريكا، تحاول بالعمل على تقديمها حل مبتسر؛ انقاذا للكيان الصهيوني من مازقه الحالي اولا وثانيا سرقة انتصار المقاومة؛ بتحويل حركة من درب المقاومة الى درب اخر؛ يخدم في المحصلة الختامية، اهداف الكيان الصهيوني. إنما ان هذا التوجه؛ لن ينجح في هذا، بفعل الوعي العميق لقادة المقاومة، والتفاف الشعب الفلسطيني حولها في القطاع والضفة..
***
مزهر جبر الساعدي