أقلام حرة
مزهر جبر الساعدي: الخطوط الحمر للبنان المقاومة
قراءة استباقية لخطاب السيد نصر الله ليوم الجمعة
في الوقت الذي تستمر فيه المجازر الاسرائيلية الامريكية، بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وعلى مرأى ومسامع العالم كله، وعلى مرأى ومسامع العرب، ومرأى ومسامع الدول الاقليمية، وعلى مدار اكثر من ثلاثة اسابيع، حتى هذه اللحظة. لم يتحرك لا العالم ولا العرب ولا الدول الاقليمية في اتخاذ مواقف اجرائية؛ تجبر دولة العدوان، دولة هذه المجازر؛ على التوقف عن هذه الجرائم.. جميع ما جرى لم يرتفع الى مستوى هذه الجرائم، فهي لم تكن سوى ادانات او السعي الى ابرام هدنة انسانية لعدة ايام، هدنة يتم بها، أو في ايامها؛ ادخال المساعدات الانسانية المختلفة، حتى هذه الهدنة، التي تتحدث عنها الدول، سواء الدول الكبرى واقصد الصين وروسيا، والدول الاقليمية، ودول المنطقة العربية؛ باي اجراء يجبر اسرائيل على ابرامها وتوقفها عن هذه المجازر المروعة، ولو الى حين محدود ومحدد زمنيا. المذابح الاسرائيلية الامريكية بحق العزل من النساء والاطفال والمسنين في غزة؛ ولدت اجواء محتقنة بكل ما هو قد، ربما كبيرة؛ يؤدي الى الانفجار، عربيا واقليميا. ان هذا يشير وبوضوح الى ان ما يجري في غزة من مذابح هي ابعد من غزة بأهدافها وغاياتها الختامية، تشمل كل الارض الفلسطينية المحتلة، وابعد منها الى دول الطوق العربي، وابعد من هذا، او من دول الطوق العربي؛ الى دول الجوار الاسلامي، وتحديدا ايران. ربما هي، اي هذه المجازر؛ البداية لتشكيل الشرق الاوسط الجديد؛ سوى بالاستفزاز الذي يؤدي الانفجار.. أو الى عدم الانفجار الذي تقود هذه المحارق، الى ما سوف تقود إليه؟.. المسؤولون الايرانيون يدركون تماما؛ هذه النوايا، لذلك قد سبقوا كل هذه التطورات واعلنوا وعلى لسان ارفع المسؤولون؛ ان ايران لن تقاتل بالإنابة عن اي دولة، واضفوا في كل تلك التصريحات؛ من انهم اي ايران تدعم كل من يقاتل في سبيل نيل استقلاله وسيادته ومحاربة التغول الامريكي على ارضه، وان اي قرار يخص المقاومة سواء المقاومة الفلسطينية او اي مقاومة اخرى في كل دول المنطقة، ضد المشاريع الامريكية والاسرائيلية؛ قرار يخص او ان من يتبناه هم قادة المقاومة في تلك المنظمات او تلك الدول. في ظل هذه الاجواء المكتظة بالغيوم المعتمة؛ أعلن حزب الله، ان السيد حسن نصر الله؛ سوف يلقي خطابا الجمعة 3نوفمبر،ت2، الساعة الثالثة، هذا الخطاب كان قد تأخر كثيرا وكثيرا جدا، اي بعد اكثر قليلا من ثلاثة اسابيع على بدء المذبحة الاسرائيلية الامريكية بحق الشعب الفلسطيني. في الاسبوع الاخير من هذه المجازر، الذي فيه؛ قامت (اسرائيل) بتوغل محدود وفاشل، فقد جوبه بمقاومة باسلة؛ كبدت قواته خسائر في الافراد والمعدات. مما جعل الاجتياح الواسع، وايضا بالنصيحة الامريكية التي نصحت القادة السياسيين والعسكريين الاسرائيليين بعدم القيام به او الاقدام عليه، بحسب المراقبين. عليه فأنه بات امرا بعيد الاحتمال، ان لم اقل بات امرا مستحيلا. في عملية استباق لما سوف يقول به، اي في هذا الخطاب السيد نصرالله في الذي يخص المحارق الصهيونية الامريكية بحق الارض والانسان في غزة؛ كثرت التوقعات لما سوف يأتي به هذا الخطاب. هل تفتح المقاومة اللبنانية النار كل النار على الكيان الصهيوني؟ وليس الرد المحدود، اي المناوشات بين الجانبين، والقيام برد مفتوح، وتوقعات اخرى غيرها.. من وجهة النظر الشخصية المتواضعة، وبالاعتماد على قراءة؛ ما تريد امريكا والكيان الاسرائيلي المحتل؛ من اهداف تتعدى غزة، بل تتعدى كل الارض الفلسطينية المحتلة، الى دول الطوق العربي، ودول جوار الطوق(لبنان وسوريا والعراق) والى الدول الاقليمية، اي الى دول الجوار الاسلامي، وتحديدا ايران، وباختصار شديد جدا: لن يعلن السيد نصر الله حربا مفتوحة على اسرائيل، بل سوف يعلن بوضوح تام؛ ان اسرائيل اذا قامت باجتياح واسع لقطاع غزة؛ سوف لن تقف المقاومة في لبنان مكتوفة الايدي.. اضافة الى امور اخرى تخص الاوضاع في غزة وفي فلسطين وفي لبنان وفي كل ما يخص ويعني مقاومة المشروع الامريكي الاسرائيلي وربما البعض من الدول الغربية.
***
مزهر جبر الساعدي