أقلام حرة
صادق السامرائي: النص والمعنى المفقود!!
بعض النصوص المنشورة خالية المعنى (فارغة)، فتبدو مرتبكة الأفكار ومضطربة الكلمات والعبارات، ومزعزعة للمشاعر والأحاسيس، ويطغى عليها التشويش والإبهام، وتمعن بالفراغية التي صارت عنوانا للإبداع المبتعد عن بساط الواقع وروح الإنسان.
ومع ذلك يسمى أصحابها بمسميات ويحملون عناوينا، ويتوهم القارئ بأنهم خلاصة المبدعين، وثمرة الإبداع الرصين.
فهل أن التعبير المضطرب يسمى إبداعا؟!!
وهل صب الأفكار المتنافرة، التي ربما توصل بينها أواصر خفية عندما تسكب على السطور، يليق بها تسمية إبداع؟
هذا ربما عدوان على الإبداع وإساءة ممعنة للفن والجمال والبيان الرائق البليغ، فلا يتجسد فيما يطرحونه حتى رؤية، الفن للفن، وإنما تعبيرات عبثية عن واقع تتيه فيه الأجيال، فيكون المنشور مرآة حالة بلا بوصلة.
وعندما تُسلط الأضواء على الأدب لأنه من روافد صيرورة الأمة الدافقة بالآليات اللازمة لصناعة حاضرها الأفضل، ومستقبلها الأجمل، تظهر مسؤولية الاديب وأهميته في القيام بدوره التنويري الإستنهاضي، المعبر عن إرادة الأمة ومنطلقات أوطانها التي تريد أن تكون وتتجدد.
والأديب عليه أن يرى بعيون العقل، ويتبصر أحوال واقعه، ويتمثله وينطلق منه لبناء الرؤية المتقدمة الآخذة بإرادات المجتمع إلى مواطن التوثب والتجلي الإبداعي، الذي يؤهل الطاقات ويعدها للبناء الحضاري المنيف.
إن الإتيان بما لا معنى له ولا جدوى منه، يبدد طاقات الأمة، ويهدر مكنونات مواكب الأجيال، ويدفع بها إلى الإندساس في خنادق اليأس والقنوط وإستلطاف التداعيات، وندب الذات وذرف دموع القهر والمقاساة.
فهل لنا أن نسلط أنوار العقل والنقد البناء على النصوص التي تفت من عضد وجودنا، وتفلح تراب كينونتنا، لتزرع فيه الأشواك والأدغال.
فحراثة أرضنا توجب علينا زراعتها بما يطعمنا، ويؤمّن حياتنا ويدفع عنا غائلة الجوع والقحط والبؤس؟
فهل لنا أن نكتب بمداد الحياة الحرة الكريمة؟!!
***
د. صادق السامرائي
30\9\2021