أقلام حرة
ضياء محسن الاسدي: الإسلام برؤية الماضي والحاضر
ظهرت كثيرا من الدراسات والبحوث والندوات النقاشية والكتب ورجالا تولوا المسئولية بإعادة دراسة الموروث التراثي والفكر الإسلامي والعربي العقائدي ودراسة تفسير الآيات التي لها ارتباط بالعقيدة والعبادات والآيات التي ترتبط بحياة الإنسان أولا والمسلم بالرغم من الظروف الصعبة التي يواجهها هذا التيار المتنور العصري أمام التيار الديني السلفي المتعصب والمتطرف للتراث والتأريخ التي تقوده المؤسسات الدينية القديمة بطراز عقلية القرون الماضية والتي جعلت شخوص التأريخ ورجالها بموضع القداسة وتعتبر تجاوز تراثهم هو عملية انقلاب على الفكر الإسلامي وتشويه الدين وأنه تيار مادي أجنبي دخيل يعمل ضد الإسلام وعقيدته وهذه التهمة ألصقت لكثير ممن تناولوا هذا المسار الجديد بحداثة وتنور في البحث والتنقيب والتشذيب للموروث الديني والتاريخي الذي بات ضعيف أمام التغيرات الاجتماعية والفكرية التي حدثت للعالم الجديد ولعقول الأجيال الحاضرة علما أن الاختلاف في الآراء ووجهات النظر المتعددة للمثقفين وأصحاب الاختصاص تحت مظلة الالتزام بالثوابت وشروط البحث والتقصي والمراجعة لما سبق من الآراء ضمن المنهج والمضمون وعدم خروج عن السياق العام للمادة المراد بحثها تعتبر حالة صحيحة وصحية في عصرنا الحالي وعلى مثل ذلك استطاعت الأمم الأخرى من التقدم الفكري والتقني والسير نحو الأمام بأفكارها وعقلياتها بتجاوز كثير من الماضي على العكس من مجتمعنا الإسلامي والعربي الجامد والمتزمت بأفكاره وتأريخه الذي بنا عليه الدهر ما بنا من تخلفات وغبار الماضي السحيق في هذه المرحلة علينا لملمت شتات أفكارنا وعقولنا وخزين معرفتنا ونوحدها في بودقة علمية فكرية واضحة المعالم صالحة للأجيال القادمة والحالية ومتقبلة لديهم لنزرع للجيل الجديد الوعي الصحيح وإذكاء الشعور المعرفي والفخر والاعتزاز بالفكر العربي الصحيح الذي حمله الكثير من رواد المعرفة الفكرية على مر الزمن من خلال الالتقاء مع الفكر المتنور مطابقا للاكتشافات الجديدة التي ظهرت في الآونة الأخيرة وخصوصا في العالم العربي آثارا تناولت العقائد وقسم من تراث بعض الأديان وكتاباتهم التي تؤكد التقارب الكبير بين هذه الأديان والملل والشرائع كونها مشرّعة من مصدر واحد هو الله تعالى الواحد الأحد تشمل القيم والمبادئ والأخلاق السامية والتعايش السلمي بين البشر والحضارات وتوضح العلاقة الصحيحة بين الخالق والمخلوق التي توصل إلى الثواب والعقاب بسبل واضحة لكن مع الأسف نرى الغموض والتعتيم وعدم الشفافية في أظهار هذه الاكتشافات مثلا لفائف قمران ومصحف صنعاء بخط اليد والمعاصر للرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه والنُسخ الثلاث للقرآن الكريم الذي عُثر عليه في الشام والمخطوط بعد حوالي الثلاثين سنة بعد الرسول الأعظم وأكتشف مخطوطات بالخط الكوفي والحجازي بلغت 4500 في جامع صنعاء الكبير سنة 1972ميلادية ويُعتقد أنها بخط الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام والعثور على مخطوطة من القرآن الكريم حوالي 35 ألف ومخطوطة لكتاب النبي داوود عليه السلام الزبور الذي يعود لأكثر من 8 آلاف سنة مضت .فإذا أردنا أعادت أمجادنا وجهود علمائنا ومفكرينا الذي ساهموا في النهضة العربية وإثرائها يجب أن تتكامل وتتضافر جهود الحكومة والمؤسسات الدينية والإعلامية والفكرية والعلمية جميعا باستخدام التكنولوجيا الحديثة من الأجهزة الإلكترونية (السونار) للكشف عن المعادن النفيسة والكنوز في باطن الأرض واستثمارها في أراضينا العربية التي شهدت النهضة والحضارة التي ساهمت في تقدم الأمم الأخرى والوقوف على ما خفية وأندثر من معلومات وآثار كانت حاضرة وشاهدة والتي تثير الجدل الآن بين المسلمين لتساعد المفكرين والباحثين في فك رموز الحقيقة وأعادت تأريخنا وموروثنا الأدبي والديني من جديد لحلته الأصلية بواسطة هذه التقنيات الحديثة ليكون لنا المتسع من الوقت في تقويم ودراسة عقيدتنا وإظهارها كما هي لأبعاد التشوه والمغالطات والمغالاة والتطرف بالرأي من طرف واحد حتى وصل إلى حد التقديس لرجالا أصبحت أفكارهم وتراثهم الأدبي من الماضي البعيد عن المنهج الحقيقي ولا يستسيغه عقل الجيل الجديد.
***
ضياء محسن الاسدي