أقلام فكرية
حاتم حميد محسن: مأزق برتراند رسل الأخلاقي
كان حديث اذاعة البي بي سي عام 1948 بين رسل وكوبلستن حول وجود الله يجسد أشهر لحظة في تاريخ الفلسفة خلال القرن العشرين.(1) ذلك بسبب ان هذا الحديث يحصل لأول مرة بين فيلسوفين بارزين حول وجود الله ويّذاع علنا في وسائل الإعلام. قبل عام 1948، كانت هناك عدة نقاشات حول الموضوع لكنها كانت تجري بين ملحدين معروفين مثل تشارلس برادلو و رجال دين من مختلف الطوائف الدينية، وحيث لا أحد من المتحاورين لديه خلفية فلسفية بارزة.
يصف رولاند كلارك Ronald clark مؤلف السيرة والصحفي البريطاني في كتابه (حياة برتراند رسل، 1975) تردّد رسل على اذاعة البي بي سي، وكيف اصبح حضوره مكثفاً بحلول عام 1947.
يذكر كومبلستون في كتابه (مذكرات فيلسوف، 1993) الكثير عن حديثه مع رسل عام 1948. لكن قبل صدور كتابه بخمس سنوات أرسل كوبلستون الى رولاند كلارك وصفا مطولا عن المقابلة في رسالة مؤرخة في 9 فبروري 1988. الرسالة كُتبت كجواب لرسالة كلارك التي أرسلها له للتعبير عن إمتنانه للمراجعة التي كتبها في صحيفة الصندي تايمز عن كتاب كلارك (تاريخ الإلحاد في بريطانيا). في رسالة كلارك سأل فيها كوبلستون ما اذا كانت لديه أي ذكريات عن حديثة مع رسل عام 1948 كي يضمّنها في كتابه عندما تصدر له طبعة جديدة.
يمكن القول ان الشيء الأبرز والأكثر أهمية في رسالة كوبلستون لكلارك، والذي هو غير موجود في كتابه (مذكرات فيلسوف)، هو ذكرياته عن تلخيص رسل لنظريته الأخلاقية. بما ان مذكرات كوبلستون متوفرة علنا للناس، فيمكن لكلارك اقتباس من رسالة كوبلستون له حيثما كان هناك اتفاق بين الاثنين.
في البدء يصف كوبلستون كيف التقى مع رسل في نقاش تمهيدي في الـ BBC "هذا تم نقله عبر مكائن وُضعت بعيدة عن الأنظار، وكانت تعمل بشكل متقطع، الاذاعة البريطانية أرسلت لكل واحد منهما نسخة من النقاش تحتوي على عدد كبير من الفجوات والفراغات وطُلب اليهما أعادة بناء النقاش بأفضل جهد ممكن. كون كوبلستون كان شابا، فهو بذل الكثير من العمل في المهمة محاولا تحسين موقفه قليلا. اما رسل كونه أقدم سنا واكثر مهارة لم يقم بشيء".
ان النقطة الحاسمة في النقاش الأصلي كانت تتعلق بالعلاقة بين الأخلاق ووجود الله. لأنه طبقا لكوبلستون "عندما رأى رسل من خلال الأجزاء المتبقية للنقاش الأصلي انه اعترف انه وجد نفسه في مأزق مثل "انا بالتأكيد اريد القول ان التخلص من اليهود في معسكر أوشفيتز النازي كان خاطئا تماما، حتى لو تبيّن ان ذلك سيكون مفيدا للعرق الانساني في يوم ما في المستقبل، لكن نظريتي الأخلاقية لا تسمح لي القول بهذا، وانا لا استطيع توفير حل مقنع، انا أجد نفسي في مأزق" – هو بعد ذلك أضاف لكولبستون، "انا لا استطيع قول هذا امام الناس علنا" لهذا غيّر ما قال.
هنا كوبلستن يكون التقط لنا لحظة هامة في نقاشه وربما في تاريخ الفلسفة، أي اللحظة الحاسمة لرسل والوعي غير المرضي بالطبيعة غير المقنعة لنظريته الاخلاقية، حيث شعر انه لا يستطيع التعبير عنها امام الجمهور، ولهذا كانت بحاجة الى تعديل – وهو ما قام به.
الجمع بين الأحكام المتناقضة
كانت نظرية رسل الأخلاقية، على الأقل كما يصفها في المقابلة في الـ BBC، هي ان أحكامنا الأخلاقية تأتي من التربية والتعليم، لكن بشكل رئيسي من مشاعرنا وتأثيراتها. وعليه، هي لا تنشأ من أي مطلقات غير طبيعية وغير زمنية، ذلك لأنها تختلف حسب اختلاف الأزمان والأماكن. يوضح رسل بشكل أنيق في النسخة المطبوعة للمقابلة، والذي يلخص فيه نظريته في الأحكام الأخلاقية بصيغة تبرز من "المشاعر كتأثيرات ". ولكن مع ان تلك كانت نظريته، لكنه إعترف، كنتيجة لأسئلة كوبلستن المشار اليها، بان نظريته لم تمكّنه من الإعتقاد بان سياسة النازيين في قتل اليهود في معسكر اوشتفيتز النازي كانت خاطئة تماما"حتى لو تبيّن ان تأثيرات ذلك في المستقبل على الجنس الانساني ستكون مفيدة". وعليه هو إعترف بان نظريته الأخلاقية كانت غير مقنعة. ايضا في رسالته الى رولاند كلارك (وفقط في هذه الرسالة) يقول كوبلستون ان رسل أضاف ايضا قوله "انا لم أجد نظريتي الاخلاقية مقنعة، لكني أجد الناس الآخرين ايضا أقل اقناعا". لذا هنا، بافتراض ان كوبلستون كان يتذكر جيدا، فان رسل يبدو يعمّم مأزقه، ويقول بان كل النظريات الاخلاقية هي غير مقنعة.
الآن يمكن الجدال بانه بينما لا وجود لنظرية مقنعة، لكن هناك نظريتان عندما تؤخذان مجتمعتان، ستكونان مقنعتين. يمكن الاستفادة هنا من الفكرة الرئيسية في عملين نُشرا مؤخرا وهما: (وعيي من ديكارت الى Ayer، دار Palgrave Macmillan، 2021، و باركلي الأساسي وباركلي الجديد، دارBloomsbury، 2022).
الفكرة باختصار، هي ان الموقفين الفلسفيين المعروفين بالواحدية monism(2) والثنائية dualism (ثنائية الروح والجسم)، اعتُبرا على نطاق واسع انهما متضادان ولايمكن التوفيق بينهما، هما نوعان انطولوجيان إبستميان أساسيان. وبالتالي هما يمكن الجمع بينهما كطريقتين متخالفتين وليستا متناقضتين في فهم العالم. وللتبسيط، نسمي هذا بـ "التصنيف الاحادي المزدوج" Dualist Monist Typology. حينما يوضع هذا في الميدان الأخلاقي فان الموقفين المتضادين لـ اللاطبيعية والطبيعية سيكونان قادرين، عند الجمع بينهما، على إعطاء نظرية أخلاقية مقنعة، وبهذا نحل مأزق رسل الأخلاقي. سنحتاج هنا لإضافة ان كل شخص على انفراد يجب ان يتّبع واحداً من الموقفين المتعارضين الاثنين – الطبيعية او اللاطبيعية – اعتمادا على أي نوع هو.
بالطبع، السؤال الطبيعي هو: على أي أساس يقوم التصنيف الثنائي المزدوج؟ الجواب هو على طبيعة الفلسفة كما عُرفت من خلال تاريخها، وايضا على نظرية الحدس التي جرى التعبير عنها بوضوح في كتاب الأخلاق لسبينوزا و مدخل للميتافيزيقا لبيرجون (1903). لذا فان الأساس له دعامتان مع ان الدعامة الأساسية هي تاريخ الفلسفة.
ان ما يبيّنه تاريخ الفلسفة بالتحديد هو بما ان الفلسفة تسعى للإجابة على الأسئلة النهائية، فهي لا تقبل أي افتراضات. هي بهذا تختلف عن العلوم التي تفترض اشياءً معينة. وكما أشار وليم جيمس في الفصل الإفتتاحي لكتاب علم النفس (1892) ان الفيزيائيين يفترضون وبشكل مستقل عن الذهن ان هناك اشياء مادية لها كتلة ووزن. لكنهم لا يعتقدون بإمكانية إثبات هذا ولا هم يعتقدون ايضا انه واضح بديهيا. بالمقابل، الفلاسفة يؤمنون عموما ان توضيحاتهم للمسائل النهائية والأساسية ليست فقط افتراضات وانما هي صحيحة. هذا يعني انهم يعتقدون ان فهمهم لتلك المسائل هو ذاته واضح و مؤكد بديهيا. لذا بينما هم يقدمون فعلا حججا مساعدة لحقائقهم الأساسية، لكن هذه يجب ان تعتمد بالنهاية على حدسهم الواضح لتبرير الإعتقاد. كذلك، وكما يبيّن تاريخ الفلسفة ان لا وجود حقيقي لإتفاق بين كبار الفلاسفة مثل ديكارت، على انهم ثنائيون يؤمنون بان العالم صُنع من نوعين أساسيين، الذهن والمادة، بينما آخرون ومنهم سبينوزا يؤمنون بوحدة الوجود، حيث العالم مركب فقط من نوع واحد من شيء أساسي.
في الحقيقة، ان تاريخ الفلسفة يبيّن ان هناك معارضات دائمة لم تُحل أبداً طالما هي تعود مرة بعد مرة، وان كانت بأشكال مختلفة. نعتقد ان أحسن طريقة لتوضيح هذا هي من خلال التصنيف الثنائي المزدوج، الذي يعارض فكرة ان هناك فقط نوع واحد من الذهن الانساني.(على خطى فرنسيس غالتون Francis Galton، نسمي هذه "مغالطة الذهن الشائعة").
شهادة التاريخ
بما ان هذه الحجة تعتمد كثيرا على تاريخ الفلسفة لابد هنا من قول كلمة. كل الفلاسفة يعرفون شيئا عن تاريخ الفلسفة لكننا نعتقد ان القلة منهم نظروا في ما ينطوي عليه هذا التاريخ بذاته، وكيف يختلف عن الفروع الفلسفية الاخرى مثل الميتافيزيقا والابستيمولوجي والأخلاق والجمال. ما الذي يميز مؤرخو الفلسفة عن الميتافيزيقيين والابستيمولوجيين؟
نعتقد ان الاتفاق بين مؤرخي الفلسفة هو اكثر مما بين اولئك الذين يكرّسون أنفسهم لأي من موضوعاتها الفرعية. هذا يبرز من ان هناك بُعد واقعي وتجريبي لتاريخ الفلسفة، أعني نصوص الفلاسفة في الماضي. هذه هي البيانات الملموسة لذلك التاريخ. لكن من المهم ايضا انه، بداية مع هيجل (1770-1831)، الذي هو أول مؤرخ عظيم للفلسفة، فان المؤرخين اعترفوا ان تاريخ الفلسفة رجوعا الى الفلسفة القديمة يعرض نفسه على شكل معارضات أساسية. حيث ان هيجل كان مخطئا وتبعه ماركس في الايمان ان هناك متناقضات يتم تسويتها بشيء أعلى – مركب من اثنين. بهذا كان هيجل يتحرك من كونه مؤرخ موضوعي للفلسفة الى كونه منحازا لرؤية ميتافيزيقية واحدة، في هذه الحالة الاحادية: بالنسبة لهيجل العالم هو روح او فكرة. لكن بالنسبة للمؤرخ الموضوعي للفلسفة لا وجود هناك لموقف موحد، فقط المعارضات الواضحة، هي الاكثر بروزا بين الاحادية والثنائية، لكن ايضا هناك التعارض بين الرغبة الحرة والحتمية، وبالطبع بين الطبيعية واللاطبيعية في الأخلاق. وهكذا بينما بعض الفلاسفة ومنهم سبينوزا متأكدون بان لا وجود هناك للرغبة الحرة، نجد آخرين ومنهم باركلي متأكدون من وجودها. وكما ذكرنا آنفا، ان مصدر يقينياتهم المتعارضة يجب ان يكون حدسهم المتعارض.
ما يبيّنه تاريخ الفلسفة هو ان الفلسفة هي في الأساس سلسلة من النقاشات بين مواقف متعارضة حول مسائل جوهرية. وعلى هذا الأساس يُطرح هنا حلّا لمأزق رسل. لكن ايضا يجب الإعتراف ان التصنيف الثنائي المزدوج يمكن معارضته بنظرية هامة اخرى نعتقد انها تنال القبول من جانب العديد من فلاسفة اليوم. تجدر الإشارة الى ان هذه النظرية المعارضة ترتكز على نفس التوضيح لتأريخ الفلسفة مثلما هو التصنيف الثنائي المزدوج. اختلافها هنا هو في إيمانها ان الفلسفة لا تعطي معرفة لأن المضادات لها لايمكن حلها. حيث طبقا لها، نحن حقا نحصل على معرفة حقيقية في العلوم التي تطورت وانفصلت عن الفلسفة: الفيزياء، الكيمياء، وعلم النفس أخيرا. ولغرض السهولة نسمي هذا الموقف المعارض بـ "المضاد للتصنيف الاحادي المزدوج".
الآن كل من التصنيف الأحادي المزدوج والمضاد للتصنيف الأحادي المزدوج يتفقان بان المعارضات الأساسية في تاريخ الفلسفة ليس فيها حجج حاسمة تدعم أي من مواقفها المحتملة. هذا ظهر من خلال عدم وجود اتفاق حول هذه المعارضات حتى بعد أكثر من ألفي سنة من النقاش. ولكن نضيف لهذا التصنيف الثنائي المزدوج الدعامة الثانية للنظرية، وهي عقيدة الحدس التي تمكّن النظرية من الاعتقاد ان كلا الموقفين المتضادين يعطيان معرفة، لأن كلا النوعين لهما تجربة حدسية مباشرة لحقائقهما ذات الشأن. طبقا للتصنيف الثنائي المزدوج، ديموقريطس وأبيقور وهوبز و سبينوزا هم على صواب في كونهم متأكدين ان وحدة الوجود صحيحة، بينما افلاطون وديكارت وليبنتز وآخرين غيرهم متأكدون بنفس المقدار بان الثنائية صحيحة. الفرق الرئيسي بين التصنيف الثنائي المزدوج والمضاد للتصنيف الثنائي المزدوج هو انه بينما الأخير يؤمن بان الفلسفة لاتعطي معرفة، فان الاول يؤمن بانها تعطي معرفة مضاعفة: ما يؤمن به كلا النوعين المتضادين هو صحيح، كونه تجسّد من خلال الحدس الواضح. وبهذا فان ميزة واضحة للتصنيف الثنائي المزدوج وهي ان لا أحد من الفلاسفة الكبار يمكن استبعاده. انه موقف رابح – رابح وليس رابح - خاسر او ما هو أسوأ من ذلك (خاسر خاسر) كما يبدو طبقا للمضاد للتصنيف الثنائي المزدوج. لذا يمكن القول ان كل منْ يحب الفلسفة يجب ان يقبل بالتصنيف الثنائي المزدوج.
طرق ان تكون أخلاقيا
في ضوء ما تقدم نرى اننا الآن في موقف يبيّن كيف يمكن للتصنيف الثنائي المزدوج ان يحل مأزق رسل الأخلاقي. هناك نظريتان أخلاقيتان أساسيتان متضادتان، واحدة غير طبيعية بالكامل ومطلقة، والثانية طبيعية خالصة ونسبية. الاولى تجسدت بقوة لدى افلاطون، طبقا له ان القيم الأخلاقية توجد في عالم الأشكال المطلق وحيث شكل الخير يتداخل مع الأشكال الاخرى مثل العدالة. تقييمات أخلاقية مطلقة يمكن اجرائها بواسطة اولئك الذين هم مطّلعون على تلك الأشكال. طبقا للموقف المضاد له، وهو الموقف الطبيعي الذي يتجسد بقوة لدى سبينوزا، حيث ان الطريقة لفهم الكمال الأخلاقي هي من خلال تماهي الذهن الانساني في أفضل حالاته مع الطبيعة بالكامل. وحسب تعبير سبينوزا، الكمال الانساني، بما في ذلك الكمال الأخلاقي، يمكن نيله اذا أمكن جعل الطريقة الأبدية للذهن الانساني في اتفاق تام مع ذهن "الله او الطبيعة".
الحل المقترح لمأزق رسل الأخلاقي هو ان كلا الموقفين صحيحان، وبهذا يوفر طريقة لتحقيق ما هو خير (كما يسميه افلاطون)، او تام (كما يسميه سبينوزا). كذلك من الضروري ان كل شخص يقبل بواحدة من النظريتين لكي يتابع السعي لما هو خير او تام. هذا الخيار يجب ان يكون طبقا للنوع الفلسفي الأساسي له. باختصار، يجب على المرء ان يصبح اما طبيعيا كليا او لا طبيعيا، وليس فقط في النظرية وانما بالحياة.
بلا شك ان هذا ليس سهل الفهم ولا سهل المنال، لأنه في هذا العالم هناك احتمال قليل لنكون خيّرين او مثاليين تماما طالما ان هذا العالم هو مزيج من عناصر متضادة. غير ان كل من افلاطون وسبينوزا يعترفان بان حياتنا في هذا العالم يمكن ان تكون أفضل او أسوا، وكلاهما نصحا بطرق عملية لجعل الحياة أفضل – على سبيل المثال، عبر قبولنا تسوية قصيرة الأجل وايجاد تعاون مع الناس الذين يعارضوننا. هذا يوفر الوسائل التي يستطيع بها كل شخص التحرك بمقدار معين من مرحلة واحدة غير تامة الى اخرى أكثر مثالية وإقناعا – اما بالطريقة الافلاطونية الغير طبيعية، او بالطريقة السبينوزية الطبيعية. الفرد يجب ان يحاول ان يدرك ومن ثم يجسد واقعيا ما هو ضروري في طبيعته، عبر تحجيم او إزالة المزيد من العناصر الغريبة المعارضة في نفسه وفي الحياة. بهذه الطريقة، هو او هي يمكن ان يصبح بالنهاية اما نصف إله طبقا لافلاطون او شخص بذهن "الله او الطبيعة"، طبقا لسبينوزا.
هذه هي الخطوط العريضة، هي طريقة لتحقيق ما إعتقده برتراند رسل بانه لا يمكن تحقيقه - أخلاق مقنعة.
***
حاتم حميد محسن
.....................
Russell’s Moral Quandary, Philosophy Now Oct/Nov2023
الهوامش
(1) تفاصيل اللقاء بين الفيلسوفين نُشرت في مقال في صحيفة المثقف بتاريخ 6 نوفمبر 2023.
(2) الأحادية او الواحدية وتسمى ايضا وحدة الوجود هي الفكرة بان جميع الاشياء الموجودة في الكون تتكون من مادة واحدة وبهذا تكون الوحدة هي الخاصية الأساسية للكون.