أقلام ثقافية

حكايتي مع صالح الڨرمادي (2)

أو عمّ صالح كما كان يحلو لأصدقائه وطلبته أن يسمّوه

بدأت أبحث عن مجموعة اللحمة الحيّة في المكتبات المعروفة ولكن خاب ظنّي .

نصحني بعض الأصدقاء الشّعراء أن أبحث في المكتبات التي تبيع الكتب القديمة مثل مكتبة الدّبّاغين والأسواق  وعند باعة الكتب على قارعة الطّرقات وبدأت رحلة التّفتيش المضنية حيث كنت اتنقّل من ريف الشّرشارة بزغوان إلى تونس للبحث عن كتيّب نسيه التّاريخ ... أو تناساه.

كما أشار عليّ البعض أن أبحث في مركز البحوث العلمية (سيراس قرب معقل الزّعيم ووجدتني بدويّة في العاصمة حيث أكاد لا أفرّق بين شّرق الطّرقات وغربها وكان الولوج إلى المعلومات في تلك المكتبة بتطلّب شروطا كثيرة مثل أن تكون منخرطا وأن تسجّل عن طريق الحاسوب الأساسي (serveur ) وعندها يسمح لك بالبحث والإطّلاع وعليك أن تجتهد لوحدك ولا من دليل او معين.

وبعد عناء  تبيّن أنّ الكتاب لا يوجد بها .

ولمّا كدت أيأس عثرت في صفحات الفايس بوك على مجموعة أصدقاء صالح الڨرمادي فدلّني أحدهم على الأستاذ الدكتور محمود طرشونة فاتّصلت به وأكّد لي أنّ اللحمة الحيّة موجودة بمكتبته في المنار وضبطنا موعدا وتمّ اللقاء

وكم كان كريما معي وكم فاضت يداه سخاء فقد جلب معه كتبا عديدة وأهداني من رواياته ومؤلفاته العديد  وطبعا أحضر لي المجموعة الشعرية وعديد الكتب الأخرى التي لها صلة بصالح الڨرمادي وعلم الألسنية ودراسات نشرت بدار إبلا IBLAوغيرها وأخبرني قصّة موته الحزينة.

أخذت تلك الكتب وعدت أدراجي  وكأنّي عثرت على أثمن الكنوز .

ودخلت عالم صالح الڨرمادي وبدأت أسبر أغواره .

***

زهرة الحواشي - تونس

 

في المثقف اليوم