تكريمات
المثقف في حوار مفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق (5)
خاص بالمثقف:الحلقة الخامسة من الحوار المفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق، لمناسبة تكريمها من قبل مؤسسة المثقف العربي، وفيها تجيب الكاتبة على ما تبقى من اسئلة المدرسة والمترجمة ولاء كاظم، واسئلة الشاعر والكاتب صادق العلي:.
س59: ولاء كاظم: معروف عن كل كتاباتك أن صوتها إنساني أو لنقل رسالة إلى القارئ وكأنك تقولين له اكتشف، هل هذا صحيح أم هناك رأي آخر ترغبين أن نعرفه؟
ج59: صحيح... لأني حين أكتب أنزل إلى الشارع إلى الأمكنة الفقيرة وأمكنة عوز المعوزين والكادحين وأستشف من معاناتهم أفكاري وعناويني وأشعاري، وأكتب بهم عنهم في لحظة تقمصي لهم ..
همي الأكبر أطفال الحرب و أطفال الشوارع... وهذا واضح في مجموعتي القصصية (نقط) وكذلك ألفتُ أغنية عن أطفال الشوارع لحنها ابني الفنان خالد صلاح.. كانت لنا رغبة الاشتراك في مهرجان بهذه الأغنية في مصر..لكن كونه عراقي الجواز لم نستطع استخراج تأشيرة له كي يحضر معي ونقدمها.وهذا الموقف يطرح سؤالا:- لماذا يحارَب المبدع العراقي لعراقيته؟
س60: ولاء كاظم: هل مازالت المفاتيح عمياء كما تفضلت بذلك في كتابك الشعري (حين يكون المفتاح أعمى؟
ج 60: مازالت عمياء صدئة لا تفتح أبوابها للأصيلين الذين ينشرون الحب والسلام ويطلقون ضحكات طلاب المدارس والأمهات ويزرعون الورد والسنابل بدل القنابل والعبوات الناسفة.
س61: ولاء كاظم: دولة الإمارات أبو ظبي تحديدا.. كيف وصلت إليها وفاء وأين قرأت شعرا وكتبت؟
ج61: جئت إلى الإمارات وعمري الصغير بحاجة إلا أب، كنت مدللة أبي رحمه الله، في اليوم الثاني من دخولي أبو ظبي شاهدت الشيخ زايد في التلفزيون وله ملامح تشبه أبي... بكيت إلى الصباح وكتبت قصيدة لم يقرأها أحد أو يطلع عليها خشية أن يقال عنها تزلفا أو تؤخذ بمأخذ آخر.. احتفظت بها لنفسي حتى اللحظة..وطُلبت مني في محافل خاصة وعامة
لم أقرأ منها شيئا.. هي خاصتي..
اشتركت بأمسيات عديدة منها في اتحاد كتاب الإمارات أبوظبي تحديدا وفي الشارقة والمجمع الثقافي والجمعية الأردنية والنادي السوداني..
ثم كتبت في صحف كثيرة منها الاتحاد والخليج والبيان..
س62: ولاء كاظم: هل مدينة البصرة تعني إليكِ كل مدن العالم؟
ج62: بالتأكيد هي تعني خارطتي الكونية وليست كل المدن.
س63: ولاء كاظم: الشعر الشعبي ما بعد المرحلة النوابية أين هو وهل قدمتِ نصا نستطيع أن نقول عنه هو المرحلة القادمة؟
ج63: للأسف الشعر الشعبي من خلا ما أراه في التلفزيون وأسمعه لم يتجاوز مرحلة النواب والكثير منه لم يصلها أصلا.. طبعا عدا مدارسنا الشعرية من كبار الشعراء مثل عريان السيد خلف وعلي الشباني وكاظم غيلان وحمزة الحلفي وكاظم إسماعيل الكاطع وغيرهم من رواد تلك المرحلة.
الجيل الجديد أراه متمسكا بوزن واحد حتى أحيانا اسمع تسع قصائد لشاعر بنفس الوزن فأشعر كأنها قصيدة واحدة لأن إيقاعها واحد.
في برنامج تعرضه قناة الرشيد (مثلث النجوم) لاختار الشعراء والفنانين طلب المبدع محمد المحاويلي من الشعراء اختبار أوزان أخرى غير وزن
النصاري الذي يتكرر في معظم القصائد التي نسمعها وطلب منهم خلق صورهم الخاصة .. صور غير مستهلكه واستنباط أوزانا جديدة .
لكني عذرت الشباب حين شاهدت برنامجا للشعر الشعبي احتوى خمسة مبدعين كل قصائدهم في الوزن ذاته...على الإعلام تقع مسؤولية كبرى في تثقيف المبدعين وإظهار الجيد لهم ليعرفوا ما هو الشعر الشعبي.. وعلى الإعلام اختيار برامج جادة عن الشعر الشعبي بعيدة عن الإسفاف.
أما عني شخصيا فلا أدعي عن نفسي وأقول جددت بل أترك هذا للنقاد العارفين بما أكتب وأين أنا من التطور في الشعر الشعبي...
ملاحظة مهمة: الشاعر الكبير جبار عودة الخطاط من المجددين في الشعر الشعبي صورة وموضوعا وأسلوبا.
س64: ولاء كاظم: بماذا تنصحين الشعراء الشعبيين الشباب؟
ج64: أنصحهم بأن يتشربوا بموازين الشعر الشعبي جيدا ويكتبوا قصائد متعددة الأوزان ويبتكروا صورا غير مطروقة، بمعني أن تكون لهم رؤيتهم الخاصة تجاه الأشياء ليبتكروا، ويبتعدون عن التضمينات الميتة التي لا تضيف لقصائدهم غير الإسفاف وليس الإبداع...علما أن هناك تجارب شبابية أقف لها احتراما.
س65: ولاء كاظم: هل وفاء مقتنعة بوفاء وراضية عنها؟
ج65: إذا تقصدون في السؤال وفاء الإنسانة مقتنعة بوفاء المبدعة وأظن هذا قصدكم.. أرد عليك بأن المبدعة راضية عن الإنسانة لأنها لا تتركها ثانية، بل تضيف عليها مواقف إنسانية إذا سرقتها الحالة الإبداعية..كلاهما ابنة البصرة وابنة البرحي والنساء المستحمات بماء النهر....قلت في قصيدتي (عيناي خانهما السَّحَرُ): المدى زوبعة إن لم أركِ يا بصر.
س65: ولاء كاظم: أعرف أن مصطلحا خاصا ترددينه دائما (بعد أخيتك) هل تقولينه هكذا ببساطة للجميع مثلا؟ ومن الذين كانوا إليكِ بعد اخيتك؟
ج65: كما تفضلت .. مصطلح خاص بمن يستحقون أن أطلق عليهم هذه الكلمة الأخوية فالأخ لا يُعوض أبدا، وكما لهم كنية خاصة عندي لي عندهم كنية خاصة أيضا وسأذكرها بالتفصيل.
*- المبدع خالد شويش القطان أناديه (السومري ) ويرد (السومرية)
*- المبدع سردار محمد سعيد أنادية (يا باعد أخيتك) فريد (يا بعد أخيـ? )
*- الشاعر رياض النعماني يقول (نخلتنا الباسقة) فارد عليه (غالي أخيته)
*- المبدع جبار عودة الخطاط أناديه (سيد الغوالي) فريد علي (أم الوفه)
*- المبدع وجدان عبد العزيز أناديه (حياة الغالية) فريد (حياة الغالي)
*- الشاعر يحيى السماوي أناديه (تاج راسي) فريد (تاج راسي)
*- ماجد الغرباوي أناديه (الغوالي) فريد (هلا بالغوالي)
*- البمدع سلام كاظم فرج أناديه (حبيب أخيته) فيرد (حبيبة أخوها)
*- المبدع سلام ناصر والمبدع علي ريسان ننادي بعضنا ب (البرحي والبرحية)
كثيرة السماء كثير هو الإخاء الحقيقي النادر جدا بيننا وأخوة كرام أعزهم كنفسي ويبادلونني المحبة ذاتها. ومثلهم أخوات غاليات علي جدا مثل:
*- د هناء القاضي أنادينا دكتورتي، وفتونتي للقاصة فاتن الجابري وفطومتي للشاعرة فاطمة بن محمود... وحبايب للصديقة الغالية جدا المبدعة فاطمة بوهراكة.
س66: ولاء كاظم: هل لوفاء رقيب على كتاباتها؟ وكيف تتحدى هذا والمعروف أنها لا تتقيد وتكتب ما ترتئيه هي؟
ج66: رقيبي ذاتي وأخلاقي هما يحددان ما يرفضانه ويقبلانه.
س67: ولاء كاظم: تجربتك الصوفية في الشعر لماذا اخترتِ هذا الجانب وهل اكتملت هذه التجربة؟
ج67: الديوان لم يكتمل بعد. كتبت اثنتي عشرة قصيدة وحتما سأنجزه حين تحضر ساعة الخلق.
أما لماذا اختيار صوفي.. أحب أن تكون كتبي مختلفة عن بعضها وكل كتاب يتناول صورا مختلفة ومواضيع ثم أخرجه بشكل مختلف أيضا من حيث الشكل وتنسيق القصائد وأسمائها... الديوان تجربة في العشق الصوفي والتوحد مع الحبيب.
س68: ولاء كاظم: في روايتكِ (أقصى الجنون الفراغ يهذي) الجنون، الفراغ، الهذيان، الضفادع، هل أقول أن للضفادع رمز في حياة وفاء أم هو إشارة الكاتبة لفكرة ما بَنت عليها روايتها؟
ج68: رمز الضفادع لا يرمز لشيء بشخصيتي لكن الكاتبة هنا ترمز لشيء مهم جدا وعلى القارئ الانتباه إليه واكتشافه.. لا أريد حرق الرمز وأتركه للقارئ، لرغبة معرفة هل من قارئ اكتشف وأين وصل في اكتشافه.
س69: ولاء كاظم: مدخلٌ إلى الضوء، أدخل جسدي أدخلكم... عملان لم يظهرا إلى النور بعد، سؤالي لماذا التركيز على كلمة مدخل.. الم تجدي غير الدخول؟
ج69: المداخل في حياتنا متعددة منها المتعبة ومنها الجيدة والضارة، لكن لا أجمل من مدخل إلى الضوء ولا أبحث عن غيره حاليا..وما أحوجنا للضوء في عتمة الحياة .
س70: ولاء كاظم: ديوانكِ الشعبي عبد الله نبتةٌ لم تُقرأ في حقل الله..العنوان باللغة الفصحى لديوان شعبي، لماذا؟
ج70: تعمدت ذلك كي ينتبه إليه حتى القارئ أو المحب للفصيح فقط لأنه ديوان مهم جدا يُمسرح لشخصية الممثل الواحد واشتغلت فيه على ثنائية النفس في الوعي واللاوعي . وعبد الله يمثل كل إنسان في عالمنا العربي.
س71: ولاء كاظم: (أنا وشويَّة) مطر ديوان شعبي، لماذا القليل من المطر أليس الشعر كل المطر؟
ج72: لهذا الديوان حكاية.. كنت في زيارة لمدينة براغ وذات موعد من مواعيدي الطبية في مدينة أخرى خرجت كعادتي السابقة إلى محطة الحافلات التي ستقلني إلى المصح الذي أعالج فيه،نزل مطر خفيفي ينعش حتى المريض.. بدأت أكتب وأنا متكئة على الحافلة حتى اكتمل العدد وصعدت وأنا مشغولة لا أدري بمكن حولي حتى أفقت بمحطة أخيرة ولم أر أي راكب في السيارة غيري، والسائق يرطن باللغة الجيكية لا أفهم ما يقول.. المهم نزلت لأنه نهرني كي أنزل فصادفتني سائحة ألمانية ترطن الإنكليزية وأخبرتني أنني في مدينة نسيت اسمها الآن لكن هي ليست المدينة المقصودة وهي بعدها بمدينتي حيث نهاية مطاف الحافلة.
قطعت تذكرة أخرى ورجعت حتى وصلت نهاية النهار...
ألا يستحق هذا الديوان الذي تهت في كتابة أولى قصائده أن اسمية أنا وشويَّة مطر؟ أسم القصيدة أيضا شويَّة مطر، والله أعلم أذا صادفني المطر كل المطر أين سأصل..
س73: ولاء كاظم: أراك تبحثين عن الضوء دائما أو البياض خاصة في كتابتك (ملحمة البحث) هل مازلتِ تبحثن؟
ج73: مازلت أبحث حتى أحصل على من يلتزم بالضوء والبياض وأكمل مشروعي الإبداعي معه.
س74: ولاء كاظم: أي النصوص تجدين فيها ذاتك من نصوص الآخرين دون تحديد الأسماء؟
ج75: النصوص التي تتحدث عن الأوطان والشعوب.
س76: ولاء كاظم: أصدقاء تودين شكرهم قدموا خدمة لم تنسِها ولن؟
ج76: من قدموا لي خدمة لم أنسها لا يُشكرون لأنهم مني وشكري لهم شكري لذاتي والذات لا تُشكَر.
س77: ولاء كاظم: أصدقاء ترغبين إرسال مسج ما أو رسالة ما إليهم؟
ج 77: أصدقاء لي في مصر أحببتهم وبصدق الحب أقول لهم: - لا شيء يحرضني على الصداقة الحقيقية غير الحب، وأنا أفرق جيدا بين الأضرحة والحياة..
- أصدقاء لي في المغرب أقول لهم:- لوطفتُ الدنيا عرضا وطولا لن أجد مثل نبلكم المغربي. برائحة طيبكم أتوضأ.
- أصدقاء وأخوة لي في العراق أقول لهم:- أي ضوء دونكم أعمى.
س78: ولاء كاظم: (تبللت كلي بضواك) القصيدة التي أخذت عنوان ديوانكِ الشعبي عرفنا أنها سرقتْ منك وقصيدة أخرى ماذا تقولين لمثل هؤلاء؟
ج78: فقط أطرح عليهم سؤال: هل تحترمون ذاتكم عند السرقة؟
س79: ولاء كاظم: هل أورثتِ الشعر لأولادكِ؟
ج79: الشعر لا، لكن ابني خالد عازف وملحن ماهر رغم تخصصه رياضيات كومبيوتر وابنتي ليالي رسامة.. أما ابنتي نهار فهي فنانة في نجاحها في الحياة وعملها في الطب، وهي متذوقة رائعة للإبداع بكل أنواعه والمتذوق على طريقة نهار هو مبدع من نوع آخر.
س80: ولاء كاظم: يرافقني ظلـّي ..كهرباءٌ صاعقٌ،وأنا كمن ضيـّع أبوابه،أفتح آخرَ الليل وأدخلُ سره،إذ لا رجوع يتقن لعبة الحياة،ولا حياة أخبئ رأسي عندها ..مجردُ عصفور ٍ
أثلج صدغيه الجوعُ والتعبُ الأزرقُ يتأرجح على جناحيه...لمن قلتِ هذا الشعر؟
ج80: هذه إحدى القصائد من عمل مشترك بيني وبين القاصة سعاد الجزائري والفنانة عفيفة لعيبي.. لسعاد مجموعة قصصية رغبتْ أن أترجمها أنا شعرا وعفيفة صورة .. كتبت لكل قصة قصيدة وهذه الأبيات من قصتها يرافقني ظلي في المجموعة (بقعة ارتجاف حرة).. لا أدري أين وصل الكتاب وأين سعاد مني، فقد أعطيتها الشعر منذ 2004.. سألتها ذات مرة قالت قدمته إلى دار المدى، من يدري ربما مثل كتابي الذي صدر في العراق منذ خمس سنوات وعرفت عنه بالصدفة.. لكن إذا حدث هذا فالمسؤولية تقع على عاتق سعاد الجزائري لأنها ذات منصب وظيفي في المدى يعطيها حق الأولوية في الطبع... ربما لا يعطينا حق الأولوية بنسخة من الكتاب.
س81: ولاء كاظم: يقولون إن معظم الروائيين يكتبون قصصهم الخاصة، بمعنى عن حياتهم الخاصة بصوت أبطال رواياتهم، طقسكِ في كتابة الرواية كيف يكون ومتى؟ وهل أنتِ فعلا ضمن رواياتكِ ؟
ج81: لا وقت محدد لي لكني أفضل الليل كي أختلي مع نفسي دون أي صوت لأنني لا استطيع الكتابة ولو على صوت خافت،ماعدا الشعر أكتبه على وصت الموسيقى الهادئة.
ليس بالدقة يكتب الروائي عن حياتيه لكن وجهة نظره ورأيه واختيار أبطاله والكلام على ألسنتهم حتما يمثلون شخصيته،حتى الكلمات والإشارات.
س82: ولاء كاظم:التجلِّي، الحلم، المستحيل... ماذا تعني هذه الكلمات لوفاء؟
ج82: التجلي، الحلم، المستحيل ثلاثتهم مدخل إلى القصيدة ثم مع القصيدة سيصبحون مدخلا إلى الضوء.
س83: ولاء كاظم: إجابات مختصرة لما سأطلبه منك:
1- شعراء متكبرين؟ ------ الإنسانية صورة وأصل للقصيدة دونها لستم شعراء.
2- أشخاص يغارون منك؟------- سامحكم الله، ادخلوا ضوء القصيدة وتعمدوا.
3- ورد الجوري؟------- ملأت بجنته بيتي.
4- زواج بلا حب؟------ كارثة الحياة.
5- صديقة تقف معك بظهرك؟---- صديقتي فائقة النعيمي (صداقة 32 سنة)
س84: ولاء كاظم: هل ترين التكريم في موقع صحيفة المثقف إضافة أم ماذا؟
ج84: أي احتفال بمبدع هو إضافة لكن احتفالية المثقف مختلفة وتعني إضافات كثيرة لان الأستاذ ماجد لم يكتف بالاحتفاء بل بطباعة كتاب عن المحتفى به وتوزيعه على الجامعات ودور النشر والمهتمين بهذا الجانب، لهذا أعتبره إضافات في حياتي الإبداعية.
س85: صادق العلي: شاعر وكاتب / امريكا: نسمع كثير ومن خلال بعض اساتذتنا ان الذي يكتب الان هو ليس شعرا ؟ ولا يمت للشعر باي صلة ؟ بينما نعتقد باننا نكتب الشعر كيف نلتقي في منطقة واحد وهل ستتوسع الفجوة بيننا اكثر واكثر؟
ج85: أخي الفاضل هناك من لم يفهم أو لا يريد أن يتفهم أن تطور الحياة بشكلها الاجتماعي والحضاري والثقافي بحاجة إلى تطور في مفهوم الشعر.
والتغيير الذي حصل في الشعر ليس هو الأول من نوعه نتيجة الانفتاح.
هذا التوازن في مفهوم الجمال لا يعني خروج قصيدة النثر من جلدها إنما من الإطار الذي يقيدها ويحدها لكي تصل إلى الجمال الطلق.
الصراع في أية مرحلة من التجديد هو عافية وليس إلغاء لفئة دون الأخرى والتمسك برأي ثابت غير مواكب لمفهوم وفلسفة الحياة الحديثة.. لكن ما يحدث هو تعصب لشكل الشعر من الخارج وليس من الداخل وتحديد شعرية القصيدة من هذيانها.
الصراع ناتج من شخصية ومكان وزمان المتصارعين في حلبة الأدب
لهذا لن نلتقي في منطقة واحدة والفجوة باقية طالما هناك من يتصور( طالما أنت لست معي فأنت ضدي وعلي أن ألغيك)...حدث معي قبل أسبوع حين كنت زائرة لمعرض كتاب الشارقة أن التقيت مع دكتور في إحدى الجامعات وتحاورنا حول الشعر مع آخرين ممن يلغون بشكل قاطع قصيدة النثر، لكن فوجئت أن هذا الدكتور والمفروض أنه متحضر ومتفهم لمعنى الحوار يصرخ محذرا لي: لا تكلمينني بهذه الطريقة لا كلام بيننا إطلاقا،، وتوقعت ساعتها أني أخطأت في شيء ما مسه إنسانيا أو وجدانيا.. سألته: هل بدر مني ما يؤذي كي اعتذر؟ أجاب لا كلام بيننا مطلقاً وغاب.. هذا يبين أن الخلل في الشخصية المتعصبة وليس في حداثة الشعر.. تذكرت الآن كيف واجه المشركون النبي محمد بالحجارة ونعتوه بسائر الألقاب المخلة..وهو نبي..
في أمسيتين حضرتهما فغي معرض الشارقة استمعت لشاعر قرأ القصيدة الكلاسيكية العمودية ثم قصيدة حرة... كدتُ اصرخ لجمال الصور والتراكيب والموقف والمعاني الجديدة وحضور الجمال. ثم حضرت أمسية أخرى فلم اسمع غير صراخ.. كلاهما قرأ في ذات الإطار والفارق بينهما كالفارق بين السماء والأرض.
س86: صادق العلي: لماذا لا يكون المنجز الثقافي هو المقياس الامثل في الوسط الثقافي العراقي؟ ولماذا لا تغادرنا لعبة الاسماء لكي تاخذ الدماء الجديدة دورها ولتكتمل دروة الحياة؟
ج86: المنجز الثقافي الشبابي واضح هذه الأيام،، فهناك منتديات يدريها الشباب وورش عمل تحتضن الشباب،، حتى المسابقات المطروحة من قبل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية تحدد عمر المشارك تشجيعا للمبدع الشاب ليأخذ مكانته ودوره في الساحة الثقافية..المنجز هو الفيصل في تحديد هوية مبدعه إبداعيا ولا أظن أنه بدون الأسماء الكبيرة ومتابعتها سيضع له قدما راسخة على أرض الثقافة حين ينفصل عنها لأنها دورة متكاملة مستمدة قوتها من قوة الآخرين... لست معك في قولك (لماذا لا تغادرنا لعبة الأسماء) لأنها ليست لعبة إذا كنا نتكامل في انصهار الجديد بالقديم.. يحدث كثيرا التركيز على أسماء لها شهرتها لتُثري الجهة القائمة على ذلك ثقافيا وأدبيا.. وتفتح المجال واسعا للجيل الجديد كي يغرف من أنهارهم ويستفيد.
.... هل يمكن أن يتخلى الابن عن الأب؟ أم هو يكمل دورة الأسرة؟
...............................
ملاحظة: يمكنكم توجيه الاسئلة للمحاور عن طريق اميل المثقف
...........................
خاص بالمثقف
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)