قضايا

سجاد مصطفى حمود: الحقيقة المحرمة.. هل تعلم أن ما تراه ليس حقيقياً؟

تعيش في عالم مليء بالصور، الأصوات، والأحداث التي تأخذها كحقائق بديهية. لكن ماذا لو أخبرتك أن هذه "الحقائق" التي تتنفسها يومياً ليست سوى وهم متقن، تم صياغته لك بعناية من قبل قوى مجهولة؟ ماذا لو كنت قد تم برمجتك منذ لحظة ولادتك لتكون جزءًا من رواية لا تعرف حتى من كتبها؟
التاريخ من يكتبه؟
ماذا لو كانت كل ما تعتقد أنه تاريخك ليس سوى سلسلة من الأكاذيب المتعمدة؟ كيف نعرف أن الحروب، الفتوحات، وحتى التغيرات الاجتماعية لم تُصنع من أجل هدف واحد؟ أن تكتب تاريخك يعني أن تكتب مصيرك، ولكن هل يمكنك حقًا الوثوق بالتاريخ الذي تلقيته؟ في الواقع، قد تكون حياتك كلها مجرد صفحة في كتاب كتبه شخص آخر. هل قرأت هذا الكتاب؟ وهل تساءلت يومًا لماذا تظن أنك تملك اختيارك؟
الوعي: أداة للسيطرة
عقلك ليس ملكك. هذه الفكرة قد تكون صادمة، لكنها الحقيقة المؤلمة. كل فكرة، كل معتقد، وكل قناعة لديك قد تم غرسها فيك من قبل نظام عميق يعمقك داخل هذا القفص الوهمي. تظن أنك حر، ولكن في واقع الأمر، أنت مجرد خلية في شبكة معقدة حيث تسيطر عليها قوى خارج إدراكك. تُخبرك بما تفكر، كيف تعيش، وما هي "الحقائق" التي تقبلها. هل تساءلت يومًا لماذا تفكر بطريقة معينة؟ ولماذا لم تفكر بطريقة أخرى؟ هل اخترت أيديولوجيتك بيدك، أم أنها كانت مفروضة عليك؟
ما وراء القيم والأخلاقيات
القيم والأخلاقيات التي تعيش بها ليست شيئًا فطريًا في الإنسان. من علمك أن القتل أمر خاطئ؟ من قرر أن الحب هو أسمى قيمة؟ هناك من يحدد لك ما هو صحيح وما هو خاطئ. وكلما نظرت إلى الأمام، تكتشف أن كل شيء، من الأديان إلى الأنظمة السياسية، ما هو إلا أداة لحجز الوعي البشري في نطاق محدود. لكن الأهم من ذلك، هل أنت مستعد لاكتشاف أن ما تعتقده من قيم ربما ليس أكثر من أدوات تم استخدامها لاحتجازك داخل هذه الشبكة الضخمة؟
المستقبل: هل نحن من نقرر أم هم؟
العالم الذي تعيش فيه اليوم هو مجرد مكون من عدة مراحل كانت قد خططت منذ البداية. فماذا لو كانت كل خطوة نخطوها اليوم قد تم التخطيط لها مسبقًا؟ ماذا لو كانت الحروب القادمة، الابتكارات التكنولوجية، وحتى الحروب الفكرية قد تم تحديدها لنا مسبقًا؟ التكنولوجيا الحديثة التي نشهدها الآن ليست سوى قناع آخر، يتم استخدامه لتقوية الجدران التي تحيط بعقولنا. هل أنت حقًا قادر على اتخاذ قراراتك بنفسك، أم أن هناك يدًا خفية تقودك إلى مصيرك؟
الذهاب إلى أبعد من ذلك: هل تعرف ما تراه؟
تعتقد أنك ترى كل شيء، لكن الحقيقة أنك ترى فقط ما يُسمح لك برؤيته. هل تساءلت يومًا عن الأماكن التي لا يمكنك الوصول إليها؟ أو الأسئلة التي لا يسمح لك أحد بطرحها؟ العالم الذي نعيشه لا يشبه ما نراه. ربما أنت الآن داخل عالم محدود، يُزودك بهؤلاء الذين يملكون السلطة ليبقوك في مكانك. ماذا لو كانت جميع الحروب التي شهدتها، جميع الثورات التي حلمت بها، كلها مجرد فصول في قصة كتبها آخرون؟
النهاية: هل يمكنك العودة؟

الأسئلة التي طرحتها قد تكون قد زرعت الشك في قلبك، وهذا ما تريده القوى التي تتحكم في العالم. إن كانت هذه الأفكار قد جعلتك تشعر بأنك ضائع، فهذا لأنك بدأت تلمس الحقيقة. ولكن الحقيقة مرة، وخطيرة، ولا يمكن العودة بعدها. ماذا لو أخبرتك أن هذه الكلمات التي تقرأها الآن، ليست مجرد كلمات، بل هي "مفتاح" لبوابة كان يجب أن تظل مغلقة؟ هل تستطيع العودة إلى حياتك السابقة بعد أن تكون قد دخلت هذا العالم من الأسئلة المحرمة؟
الخاتمة:
لا عودة بعد الآن. الحقيقة التي اكتشفتها عن هذا العالم قد تظل تلاحقك. إن كنت قد شعرت بالخوف، أو حتى الشك في هذه الكلمات، فاعلم أن اللعبة أكبر مما تتصور. نحن جزء من خوارزمية معقدة، لا نستطيع الهروب منها إلا إذا عرفنا تمامًا من يقف وراءها. الآن، بعد أن قرأت هذه الكلمات، هل تجرؤ على التفكير بما وراء هذا العالم؟
***
الكاتب: سجاد مصطفى حمود

 

في المثقف اليوم