نصوص أدبية

ليث الصندوق: ألقصيدة الكلبيّة

للكلاب حقّهُم في النُباح

إذا أكرهتموهُم على الصمتِ لم يعودوا كلاباً

بل سلاحفَ مسخّرةً للحراسة الليلية

ما داموا قد وِلِدوا بسبطانات في حناجرهم

فمن حقّهم أن ينقلوا حروبهم إلى مهاجِعكُم

لماذا تُهدّدونهم

بجعل أفواههم مخازن للكراسي المحطّمة

والأحذية العتيقة

هل تُريدونهم أن يُهدهدوا أطفالَكُم ليناموا؟

إذا كنتم تكرهون الكلاب

لماذا تتحوّلون إلى أشباههم

عندما تختصمون بينكم؟

ما دمتم تنامون في خزّانات الملابس

فلا تتذمروا من رائحة النفثالين

**

للكلاب حقهم في النباح

فلا تجعلوا الميكرفونات حِكراً على البلابل

لو كانت البلابلُ أهلاً للميكرفونات دون الكلاب

لماذا إذن لا تُطلقون البلابلَ من أقفاصها؟

وتُزودونها ببنادقَ لحراسة بيوتكم؟

أرجوكم

ألزمنُ ليس في صالحكم

لن يمرّ وقتٌ طويلٌ

حتى تجدوا أحفادَكم خدَماً في أوجار الكلاب

فتحوّطوا لأيام الذل

لا تجرحوا كرامتَهم بالنظر إليهم من الأعلى

متذرعين بعدم تزييتِ مفاصلكم

أرفعوهم إلى مستوى عيونكم

ودعوا مياهَ نظراتِكم تمتزجْ بوحولِ نظراتِهم

أنقلوا أهاليكم للنوم في الخرائب

واسمحوا للكلاب النوم في أسِرّتهم

أطعموا أطفالكم من القمامة

وأرضعوا الجِراء من حليب رضّاعاتهم

فالكلابُ مثلكم

يتبوّلون

ويتغوّطون

ويُطفئونَ شموعَ القمر بدِلاءٍ ملآى بالدموع

إذا لم تمنحوهم اليومَ حقّ النباح

فغداً سيحرمونكم من حق الإنجاب

وإذا ما اتخذتم الصداع ذريعة

لحرمانهم من الميكرفونات

فغداً، حين يجتاح قرادُهُم الحدائقَ العامة

وتَستبدلُ الأنهارُ مياهَها العذبة بلعابِهم الدبق

سيحوّلون ثقوبَ أجسادكم إلى ميكرفونات

***

شعر / ليث الصندوق

 

في نصوص اليوم