نصوص أدبية

مجيدة محمدي: حائكة الدفء.. أمي

حين وُلدتُ،

أخبرتني الملائكة أنها كانت تنتظرني ،

سمعت صوتَها فأقتعنت بالبقاء.

*

كنتُ أكتب الشعرَ

ولا أعرف أنني كنتُ أنسخُ صوتَها.

كلُّ استعارةٍ سرقتها من طريقةِ إبتسامتها الخجولة ، وهي تطرز الدفء.

وكلُّ تشبيهٍ من خطواتها وهي تقفل الباب

برفق، كي لا توقظ الليلَ.

*

أمي

تؤمنُ أن الغناءَ يمكن أن يُصلح كسورَ الروح،

وأن الوردَ يمكن أن ينبتَ

في قلبِ تربة مُتعَبة.

*

حين كنتُ أنظر إلى المرايا،

كنت أظن أنني أرى وجهي،

لكنني كنت أرى امتدادَها،

في عينيّ،

في ، رفعة أنفي،

في طريقةِ الوقوف ضد العدم.

*

أمي

هي الوحيدةُ التي يمكن أن تتحدّث

مع النباتات بلغةٍ لا نعرفها،

فتُزهِر.

تشرب القهوة،

فتُشفى المدينةُ من اكتئابِها.

*

كلما كبُرتُ،

صارت هي أصغر،

حتى صارت بذرة،

غرسَها الله في صدري،

وسقاني بها كلّما جفَّ النبضُ في عروقي.

*

لا تسألني عن الله،

فأنا لم أره،

لكنني رأيتُ أمي

وهي تدعو،

وكفى بذلك دليلاً.

***

مجيدة محمدي - تونس

في نصوص اليوم