نصوص أدبية

كريم الأسدي: شعوبٌ تحاربُ أحرارَها

قصيدةٌ من ثلاثة مقاطع

المقطع الأول

شعوبٌ تحاربُ أحرارَها

وتسعى لِتحضنَ جزّارَها

*

شعوبٌ تذمُّ الكرامَ العظامَ

وتنعتُ بالطيبِ أشرارَها

*

تَسدُّ الدروبَ بِوجهِ الأبي

وتفتحُ للوغدِ اسوارَها

*

تَعدُّ خسائرَها ربحَها

فتخسرُ في العدِّ أنهارَها

*

تُلفِّقُ أوغادَها قادةً

وتمضي تدوزنُ أوتارَها

*

لكي يحضرَ المطربونَ (الكبار)

صغاراً يغنونَ أشعارَها

*

فترقصُ أسيافُهمْ في الظلام

لتغتالَ في الحفلِ أنوارَها

*

ويغتصبُ السادةُ المجرمون

على مسمعِ الليلِ أقمارَها

***

.. المقطع الثاني

 شعوبٌ تحاربُ أحرارَها وتحاولُ جاهدةً أنْ تطوِّقَ أكرمَ مَن أنجبتْ وأعزَّ الذينَ أتوا للوجودِ لكي يستقيمَ الوجودْ

  شعوبٌ تقيمُ الحدودَ على أنبل الناسِ: أهلِ الجباهِ التي نطقتْ بالكرامةِ وانتصرتْ للعدالةِ ، هي نفسُ الشعوبِ التي فتحتْ للمريضِ

 المُجنَّد صندوق موالِها كي يتسللَ تحرسُه الطائراتُ الذكيةُ عبرَ الحدودْ

 شعوبٌ اقاماتُها الذهبيةُ عندَ السلاطينِ عهرٌ وقد مرَّ دهرٌ عليها وسالَ بِهِ الدمُ انهارَ حمراءَ: هذا دمُ الأبرياءِ ومَن رفضوا أنْ يُباحَ دمُ الأبرياءْ

.. شعوبٌ سيأتي اليها المجنَّدُ في جنحِ ليلٍ بَهيمٍ ليركبَ بَغلتَهُ ويقودْ 

 شعوبٌ يكرِّمُ قادتُها الجبناءَ لكي يضمنوا في القيادةِ جيلاً جديداً مِن الجبناءْ

***

المقطع الثالث

 شعوبٌ تحاربُ أحرارَها ثمَّ تسعى تزوِّرُ أفكارَها كي تزوِّرَ أرواحَها ثمَّ تضحكُ مِن نفسِها وهيَ تلعبُ واهمةً لعبةَ الأذكياءِ الذين تذاكوا ليخسرَ أبناءَهم وطناً وكرامةَ شعبٍ سيأمرُهُ الآمرونَ الأوامرَ: كيفَ يقومُ ويقعدُ ، كيفَ يفكِّرُ ، في أيِّ وقتٍ ينامْ

انظروا مهرجانَ الجنوبِ وكيفَ الحشودُ أتتْ والنجومُ تباركُها شهُباً ونيازكَ كي تتخطى أثيرَ السماواتِ انشودةُ الشهداءِ ويهدلَ في الجوِّ والنوِّ سربُ اليمامْ

  طائراتُ الجبانِ تعودُ بِخيبتِها بينما الراسخونَ أتوا عابرينَ البحارَ لكي يهدرَ الحقُّ للحقِّ انَّ دمَ الشهداءِ ألواحُ نورٍ سينبضُ حتى تعانقَ افئدةُ الشعراءِ لغاتِ السماءِ ويهدرُ في مهجةِ الكونِ أبهى الكلامْ

 شهداءٌ وأعداؤهمْ خاسرونَ وكانتْ ريالاتُهم بَدداً ودراهمُهم زبداً بينما الشهداءُ همُ الماكثونْ

***

شعر: كريم الأسدي ..

في نصوص اليوم