نصوص أدبية
صادق السامرائي: طيور!!
طيورٌ قادها طيرٌ أثيمُ
لعاديةٍ فأضْحَتْ لا تريمُ
*
قوادِمَها توارتْ كالخوافي
فدامَتْ في مَذلتها تَهيمُ
*
عَصافيرٌ تعالتْ في فضاءٍ
وفي عَليائها لا تَستقيمُ
*
تَناحَرتِ النفوسُ بمُشتَهاها
فأوْجَعها المُصاحِبُ والغَريمُ
*
بها العلياءُ تقتتلُ الضحايا
لأطماعٍ يؤجّجها الخَصيمُ
*
فما هدأتْ ولا يوماً تآخَتْ
وقائدُها إذا حَقتْ لئيمُ
*
بفردٍ إنْ أرادتْ مُبْتغاها
تولاها وإن رفضتْ ذميمُ
*
نفوسُ الخلقِ مِنْ تُربٍ وماءٍ
وإنّ الطينَ متّهَمٌ سَقيمُ
*
وألبابٌ يُعَطّلها ضَلالٌ
ويَجْعلها بغابرةٍ تقيمُ
*
وكرسيٌّ على الأقوامِ يَطغى
يُبلدها وإنْ شاءَتْ يَضيمُ
*
تواصَتْ مِنْ نواكبها بغدرٍ
وإنّ الشعبَ مِن رُعُبٍ سَجيمُ
*
تشظتْ أمّة التوحيدِ حتى
تنامى في مَواطنها الأليمُ
*
بأفكارٍ من الأغرابِ جاءتْ
يُعضّدها المفكّرُ والعليمُ
*
فهلْ غنِمَتْ أعادينا عُقولا
يطبّعها التخاذلُ والجَحيمُ
*
ألا تبّْت يدا المَرعوب تبا
أرانا في مَواجعنا نقيمُ
*
سِلاحاً ما صنعنا فانتهينا
كأتباعٍ يوجّهنا العقيمُ
*
ألا عِشنا بأندلسٍ كبارا
وشعشعَ فكرنا فنأى الهزيمُ
*
أباة العزّ يا أسسَ المَعالي
تعالوا نحوَ واثبةٍ تُديمُ
*
تراثٌ في خزائنهمْ أسيرٌ
وجَمعٌ في مَحافلنا كظيمُ
*
تداهِمنا الرزايا والمَنايا
نوازلها يرافقها الوخيمُ
*
فما عَرفتْ جموعٌ ما أرامَت
كأنّ وجيعَها منها النعيمُ
*
وأسفرتِ الخطايا عن وحوشٍ
تحاوطنا ومنّا المُستريمُ
*
خياناتٌ بها الآفاقُ ضجّتْ
وأعوانٌ لقاضيةٍ تضيمُ
*
مفاهيمٌ من الخذلانِ تُسقى
تفرّق أمةً فطغى الزعيمُ
*
هي الأوطانُ لا تخضعْ لغزوٍ
إذا رُزقتْ رجالا لا تهيمُ
*
تماسكتِ الشعوبُ بإعْتصامٍ
وما انفردتْ بها قومٌ تسيمُ
*
إلينا آية التوحيدِ جاءت
لترشدنا ويحدونا الحليمُ
*
تحدّى أيّها المَكنونُ فيها
وجاهدْ أنتَ مُنتَصِرٌ عَظيمُ
***
د. صادق السامرائي
24\\2\2024