مناسبات المثقف
تحية احترام واجلال الى صحيفة المثقف
حقا انها مدرسة للثقافة والمثقف .. فهمنا من خلالها معنى المثقف والثقافة فالمثقف رسول نبي صاحب رسالة وليس صاحب مهنة خدمة
لهذا فالمثقف ينزل الى الناس يذهب اليهم وينطلق بل ينزل الى حتى دون مستواهم ثم يرفعهم الى الاعلى فتطور الشعوب ونموها نفس تطور الانسان ونموه ومن يريد ان يطور الانسان عليه ان يعرف مستوى المرحلة التي يعيشها وينطلق منها مثلا اذا كان في عمر ست سنوات عليه ان يبدأ بدار دور فهذه الكلمات هي التي ترفعه الى مستوى اعلى وهكذا حتى يصل الى مستوى الابداع والاكتشاف والا فالمعلم هو الفاشل وليس الاولاد
وكذلك الشعوب المجتمعات لها مستوى معين من الفكر من العقل فعلى المثقف ان يفهم مستوى الشعوب درجة وعيها وضعها العام وينطلق من ذلك المستوى اي من النقاط المضيئة في وعي وفكر وعقل تلك المجتمعات والشعوب والا فالمثقف هو الفاشل اي انه ليس مثقفا بل مدعيا للثقافة
مهمة المثقف لا جمع الناس على رأي واحد بل مهمته ان يعلم الانسان كيف يطرح رأيه بدون خوف بدون مجاملة منطلقا من قناعته الذاتية وفي نفس الوقت يحترم اراء الاخرين
مهمة المثقف ان يحرر العقول ويدع الافكار تتلاقح لا تتصارع حيث اثبت ان الرأي واحد وفرضه بالقوة لا ينتج الا الفساد والخراب
فالانسان لا يصنع الحياة لكنه يخفف متاعبها مصاعبها من خلال مشاركة كل الافكار وتلاقح هذه الافكار تنتج افكار فكرة جديدة هي محصلة كل تلك الافكار وهذه الفكرة هي التي تسود وهي التي تقود وبها تنموا الحياة وتتطور
لا شك ان صحيفة المثقف خلال مسيرتها اي خلال العشر سنوات اتخذت خط المثقف لا صاحب خدمة فصاحب الخدمة مثل الطبيب المهندس الحداد مصلح السيارات استاذ الجامعة حتى الكاتب والصحفي فهؤلاء الناس تأتي اليهم وتصعد عليهم ودائما يشعرون انهم اعلى من الذين يأتون ويصعدون اليهم وارقى منهم
على خلاف المثقف الذي يرى دائما انه الاقل شأنا من الذين يذهب اليهم وينزل الى مستواهم وانه تعلم ويتعلم منهم وانه مهما فعل لهم يشعر انه مقصر بحقهم
حقا اننا بحاجة الى مثقفين الى حركة ثقافية يقودها المثقفون انا على يقين ان صحيفة المثقف اخذت على عاتقها انجاز هذه المهمة
والف تحية للصحيفة المثقف وللعاملين فيها ولرئيسها والى الامام من اجل تحرير عقولنا
مهدي المولى
للاطلاع على مشاركات ملف: