مناسبات المثقف
(المثقف) تُثبِت جدارتها
تعرفت على صحيفة ومؤسسة المثقف بعد عامين تقريبا من انطلاقتهما، وقد لفت انتباهي عنوان الموقع . فأن تجعل صحيفة ومؤسسة (المثقف) عنوانا لها في هذا الزمن العبثي الذي تعلو فيه أصوات المدافع وأزيز الطائرات، وتنتشر الايديولوجيات والأنظمة المغلقة التي تناصب الفكر والثقافة العداء، فهذه إما مغامرة كبيرة مصيرها الفشل، أو أن العنوان مجرد شكليات أو شعار مخادع لاستقطاب القراء لتمرير سياسة ما أو أيديولوجية ما .
لكن مع مرور الوقت وبعد أن تابعتها يوما بيوم وبعد أن بدأت أكتب فيها بشكل مستمر دون رفض أي مقال أو بحث أو التحفظ على فكرة هنا أو هناك تأكدت أن صحيفة المثقف هي بالفعل صحيفة كل المثقفين العرب وغير العرب وهذا ما أهلها لأن تُصنف من بين أهم الصحف والمواقع الناطقة بالعربية وأن تنال جوائز تستحقها بجدارة .
لم ألمس يوما أنها صحيفة عراقية مع أن الهم العراقي كان حاضرا بقوة من خلال مساهمات الكتاب، بل وجدت فيها صحيفة كل الناطقين بالعربية والمؤمنين بحرية الرأي والفكر والمدافعين عن القيم الإنسانية . العراقي يشعر بأنها صحيفة عراقية تمثل كل مكونات الشعب العراقي، والفلسطيني يشعر بأنها صحيفة فلسطينية حيث تتابع الهم الفلسطيني وتدافع عن قيم الحق والعدل في القضية الفلسطينية، وكذا الأمر بالنسبة لكل الكُتاب والمثقفين من كل الدول، وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والأيديولوجية .
صحيفة المثقف تمنحنا الأمل بأن الخير في أمتنا وشعوبنا، وأن صوت العقل والفكر الحر وثقافة الحوار والاعتراف بالآخر سينتصران على ثقافة الموت والدمار والإقصاء .
نقول للقائمين على صحيفة ومؤسسة المثقف في الذكرى العاشرة للانطلاقة، شكرا لكم على جهودكم المباركة والف مبروك ونحو مزيد من التقدم والازدهار .
أ. د. إبراهيم أبراش
للاطلاع على مشاركات ملف: