مناسبات المثقف
لورا .. مساء الخير .. (نص هائم) / سلام كاظم فرج
تهنئتي القلبية لكل كاتبات وكتّاب المثقف الغراء .. بمناسبة صدور العدد 2000 .. والامتنان لكل من وضع لبنة في هذا الصرح الثقافي البهي .. ولاستاذنا ماجد الغرباوي .. تحية اجلال ووفاء لتفانيه في خدمة الكلمة الحرة النبيلة.
. لورا ابنة الكون .. العالم .. الأرض. الحياة ..
احتوتنا معا إيقونة الوقت، وكان الأثير خادمنا، حين هاتفت عند منتصف ليلي الفاحم .. كانت لورا (وهذا أسمها) .. تضحك معلنة. انها قد عادت توا من صالون الحلاقة ..
كانت بلورات الثلج تصطفق وزجاج نافذتها .. وعند سرير نومها مخدتان ..
قالت. أن الريح لن تبعثر بعد اليوم جدائلها ..
وانها لن تضطر على عجل أن ترتب شعرها ..
قالت شعري أمسى .. أقصر من شعرك ..
سالتها عن المدينة التي تسكن فيها ..
أجابت ..
إنها تبتل ببلورات الثلج .. تذوب على أرصفة شوارعها .. والضوء المبتل يغازل الأرصفة المهجورة بالناس الراكضين خوف المطر .. يداهمهم منهمرا. كعادته .. وفق نشرات الاخبار ..
قالت . ساقي تؤلمني. هذا أول يوم أخرج فيه مبكرة. وأرجع في آخر النهار .. كنت ملتفة بالمعطف الثقيل وأدندن بإغنية مثيرة عن العشق .. وخوف النسيان ..
كانت الريح تقبل وجنتي فيهرب الدم اليهما .. كأنك تقبلني ..
ووردتك تنفتح على بحر أشواقي .. فاتوق لضمك .. أضمك فيدفأ في داخلي البرد .. (وصوت النار) يدعوني لأهرع لصوتك ..
أتوق للثمك،، فألثم الاطلسي. تلطمني أمواجه. ويغرقني الروج. فيمسح الروج عن شفتي .. وتموت في داخلي الرغبات ..
يجفل حضني .. يفتقد صوت النار .. فأهرع ثانية لصوت النار اسمعه عبر الهاتف من شفتيك ..
ابحث عن عشبتي .. وأتوق لشمك .. باحثة عن عطر كنت نسيته .. .
من وردتك تنفتح وردتي. فيزدهر الكون ثانية .. واحلم باغنية تجمعنا .. لايسمعها الجيران ..
قالت لورا. وماذا عنك؟؟ ونافذتك هل تشبه نافذتي؟؟ .. وهسيس النار .. .هل يومض فيه الجمر الاحمر .. ووجنتك هل بللها المطر مثلي؟؟
قلت ..
يصطفق فيها صوت البارود المصنوع لقتل الاطفال ..
قلت. أنا ايضا. يهرب الي الدم يالورا ..
دم الزائرين (الفقراء). الطيبين .. المأخوذين (بالحب) . المسرعين صوب باب المراد .. العاشقين. الباكين .. الممتنين . وإن على خصاصة ..
لورا. أنا ايضا يصعد الدم الي ..
وتنفتح على الوجد وردتي .. فأهرع اليك. ومطري يشتاق ارصفة داعبها الثلج .. وصوت النار يداهمني. فتلطمني مياه الاطلسي .. فارجع كسيرا.
سألت عن عينيها فقالت .. أتقصد (الكحلا ..)
عن شفتيها. فقالت .. (نداء خفي ...)
عن قلبها. فقالت .. يهفو اليك ..
وانطفأ الهاتف ..!! وانفلت الاثير .. وساد الصمت .. كانت الريح تصطفق وزجاج نافذتي المهجورة من الناس .. وعلى السرير ترقد مخدتان ..
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2000 الجمعة 13 / 01 /