مناسبات المثقف
شمعة خامسة للمثقف.. باقة ورد للأستاذ ماجد الغرباوي / نوال الغانم
ماذا يعني ارتباط المثقف بصحيفة الكترونية؟ أو بشكل أوضح الإنتماء إليها، بحيث تصبح الصحيفة جزءا من تكوينه الشخصي والثقافي؟
بالتأكيد، انه سيسعى نحو البحث عن سبلٍ للإرتقاء بها، وإدامة التواصل معها، والعمل على رفدها بكل مايراه يدعم تطورها ونموها، ومن ثم إنتشارها كصحيفة مميزة بين الصحف الالكترونية الكثيرة.
هكذا هم كتاب صحيفة المثقف، متفانون في رفدِ صفحاتها بكل جديدٍ تنسجهُ أفكارهم ورؤاهم الثقافية، سواء على صعيد العطاء أو المتابعة.
لقد حرصت صحيفة المثقف المتمثلة بالأستاذ الباحث القدير المبدع ماجد الغرباوي، على أن يكون لتنوع مادتها حضوره القوي والفاعل والمؤثر، وذلك إيماناً منه، بأن الحاجة للتنوع سواء على مستوى الأفكار أو الأسماء يشكل الشريان الرئيسي للتواصل بين الكاتب وقارئه.
ولذلك لم تقم صحيفة المثقف بالتمييز بين كتابها إلا بقدرِ أهميتهم وتأثيرهم بالقاريء، من خلال مراقبتها لعدد قراء هذا الكاتب أو ذاك، ولأهمية المادة ورصانتها وحصافتها في مخاطبة عقول وأفكار قراء المثقف.
لقد أراد الباحث الغرباوي أن تكون صحيفة المثقف إضافة نوعية في الثقافة العربية، وليس إضافة كمية لا تقدم للثقافة مايدعم موقفها التنويري في حياة المتابعين للموقع، ومن هذا المنطلق أسس لتقاليد ثقافية لم تكن متوفرة في الأغلبية الغالبة من المواقع الثقافية الأخرى، حيث واصل الليل بالنهار، باحثاً عن صيغٍ وأساليب غير تقليدية، وغير متناولة أو مشاعة في المواقع الأخرى، ولهذا حَضِيَّ بدعمِ وإهتمامِ المثقفين والقراء العرب إضافة الى العراقيين، وأستحوذ على نجوميته بين المواقع بجدارةٍ وجدية.
ليس عبثاً أن يسعى موقع المثقف لإشاعة قيم التسامح، وإنما إدراكاً منه، أن بغير هذه القيَّم لا وجود لإنسانٍ سوي منتج، ساع لبناء حياة حرة كريمة، خالية من العنف والصراعات الدموية، بعد أن رأى أن المجتمعات ذاهبة نحو الإنشطار والتمزق، أو تكاد أن تعود من المدنية الى عصر الإستلاب والجهل والتقوقع.
تَبَنى في هذا المجال، كتباً، وبحوثاً، ومقالاتْ. لكتاب وباحثين ومفكرين ودارسين من شتى الإتجاهات والمشارب والرؤى، ومنح الجميع فرصاً متساوية للتعبير عن آرائهم بحرية مطلقة، من غير رقابة أو تدليس، أو الميل لهذه الجهة أو تلك.
لم يكتف بهذا القدر من التنويرية، بل ذهب الى أبعد من ذلك، بمده لجسور كثيرةٍ وفرت فرص إنتقال وتبادل الأفكار بين المثقفين العرب، وبين المثقفين القاطنين في المنافي وأقرانهم في شتى بقاع المعمورة، وهذه لوحدها، ميزة تحسب لصالحهِ، وأظنُ أن الكثير من الصحف الألكترونية وحتى الورقية، لم تستطعْ توفير وإشاعة مثل هذه الأجواء الثقافية على حد إطلاعي.
لقد إهتمت صحيفة المثقف أيما إهتمام، بالترجماتِ، سواء لمواضيعٍ فكرية، أو دراسات، أو قصائد لشعراء عالميين، وبالعكس، وبهذا وفرت فرصة الإطلاع لمثقفيها وكتابها وقرائها على مالم يطلعون عليه أو يتوفر لهم من قبل.
وسبق وأن فتحت ملفات كثيرة لمبدعات ومبدعين و في المجالات الفكرية والإبداعية كافة بغية الإستفادة من هذه الملفات والرجوع إليها والتزود منها، خاصة بالنسبة للدارسين والباحثين والساعين للحصول على الشهادات العلمية في مجالات الأدب والفكر والفلسفة والفن التشكيلي.
المثقف بحق أصبحت مكتبة فكرية، وثقافية، وأدبية مهمة، لكل من يريد أن يتزود بالمعرفة والعلوم الإنسانية والعلوم الأخرى.
كما وانها قامت بتبني مشروع تكريم كبار الشعراء، والكتاب، والتشكيليين، وهي خطوة لم يسبق لمؤسسات كبيرة ذات إمكانيات عالية، حكومية او غير حكومية، بتبني مثل هكذا مشروع، وأجد أنها بهذه الخطوة تكون السباقة، لإرساء تقليد ثقافي قل نظيرة في المشاريع الثقافية العربية، إضافة لتبنيها إقامة معارض لفنانيين تشكيليين، وهذه أيضاً مبادرة جديدة لن تجرأ المواقع الأخرى على خوض غمار مثل هذه التجربة.
ولا يفوتني أن أذكر، أن صحيفة المثقف ومؤسسة المثقف العربي أعطت الفرصة ومازالت للمرأة المثقفة، في حق التعبير عن رؤاها، وأفكارها، بحرية من غير شروط أو تقييد، ولم تقم بمحاباة الرجل المثقف على حساب عطاء المرأة الفكري، وإنما تعاملت بتساوي الكفتين من دون أن ترجح كفة على أختها.
المثقف كمؤسسة إعلامية تقوم بتحمل كل هذه المهام الثقافية، تبقى بحاجةٍ قوية الى الدعم المادي والمعنوي، لتستطيع مواصلة عملها والارتقاء به الى مستوى الطموح.
أسمحوا لي أن أضيء الشمعة الخامسة في بستان المثقف بيت المثقفين العراقيين والعرب جميعاً، إسمحوا لي أن أقدم بإسم الثقافة العراقية والعربية، باقة ورد للرجل المتفاني الأستاذ النبيل والباحث المهم ماجد الغرباوي.
فنانة تشكيلية وشاعرة
خاص بالمثقف
..................................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: المثقف .. خمس سنوات من العطاء والازدهار: 6 / 6 / 2011)