مناسبات المثقف
فصل في الخاشوكة
إقترنت بزوجتي اليافاوية الفلسطينية وأحببت فيها الخوف من الخاشوكة..!، والخاشوكة - يا رعاكم ألله - هي الملعقة بلهجة البغداديين وربما أغلب أهل العراق. وحافظت يافاويتي الحبيبة على لهجتها الفلسطينية القح مع بعض الإتقان الضعيف لمفردات بغدادية على قدر الحاجة للتسوق والتخفي من سيطرات العهد الديمقراطي الجديد بعد ألأحتلال..
كان ذلك يوم طلبت ْ من إبننا محمد ذي الخمسة أعوام أن يتناول شوربة العدس بالـ (المعلقة)، فما كان منه إلا أن يصرخ بها:
- ماما، شنو معلقة؟ إحجي عدل.. كولي خـاشــوكــة.
وتفصدت بعدها عرقا لكلمة لا تعرف ما معناها وقد قرب حالها من الغيبوبة.. إذ أن المعلقة بالفلسطيني والملعقة بالفصحى العربية (وهي أستاذة الأدب العربي الحديث في جامعة بغداد) تتحول إلى.. (خـاشـوكـة)..! لكنها إطمأنت تماما يوم أخبرها ولدنا محمد أنها لا تلفظ ما يشير الى الكرسي بطريقة صحيحة وهو ينصحها قائلا:
- ماما، ماكو شي بالعراق إسمه كرسي.. إحجي عدل وكولي.. سِــكَـمْـلـي.
ليتضح لي بعد كل هذا أن لابد لي من نقلها لغرفة الإنعاش إذ سألها محمد يوما:
- ماما وخـري لـيـغـاد، دا أكش الطوز من جوة، الجرباية.
د. سعد الصالحي
للاطلاع على مشاركات ملف: