مناسبات المثقف
صحيفة المثقف .. دثارَ المثقفين / عايدة الربيعي
من هي المثقف، ولماذا مؤسسة المثقف؟
لابد أن نتساءل: ماذا يعني لنا المثقف؟ وبعبارة أخرى ماذا يعني، وواجهة الشبكة العنكبوتية ملأت الدنيا وشغلت الناس؟
هل حققت أن تكون صوتا للمثقف العربي بأفكار عصرية؟ ومن خلال الخمس السنين الماضية، هل كانت تحمل عصارة الهاجس الإنساني لحظة الارتباط بمرارة الأحداث الساخنة - الواقع العربي- لتحمل صرختنا إلى أبعد من مجرد مساحة جغرافية؟ وربما يتبادر إلى الذهن الكثير حين نكتب.
كنا نكتب هنا لكي نعرف أنفسنا، لكي نعرف الإنسان، فهناك ثمة اندفاع فكري في مشاكلة الواقع بما يأخذه الواقع- وما يمنحه من سلب وإيجاب فكنا نتفاعل لإبراز موقفنا الإنساني في خضم التجربة، على اعتبار أن المثقف هو الذي يحاول أن يحتوي اغلب المعلومات التي يكتسبها ويحاول إن يبحث عنها من الآخرين من خلال التفاعل الحضاري. وخصوصا حين صار التفاعل اكبر واشمل بعد الأحداث الأخيرة في الساحات العربية وخلف كراسي الحكام. فقد طرح الموقع- صحيفة المثقف- أسئلة مثارة حاول أن يستقرئ التحولات. وقد فعلت بعض المواقع الصادقة في أهدافها ذلك أيضا.
فتوزعت الهموم العربية على خارطة عربية عالمية ساخنة بالأحداث.. نعم وفي أكثر من مرة ربطنا همومنا الذاتية بهموم الإنسان العربي. متجلية بالنكبات وفساد الحكومات وأحياناً بالتبشير بملامح المستقبل. فكان مدخلاً جدلياً في تعميق مبادئ الحس الإنساني في أكثر من حالة لاستكشاف الأنشداد نحو حرية التعبير والإخلاص من خلال سخونة الواقع والصدق فيما نطرح. وهذا ما لمسته. في حقيقة التفاعل والتناقض الجدلي لينبلج عنا الإنسان من الأزمة.
كنا نلتقي هنا. بأسماء كبيرة في معناها. وأحداث تاريخية ساهمت في أن تكون أو تمثل لبعضنا نقطة تحول –فكرية- في تجربتنا. وهنا أيضاً قرأنا عن التجارب الفكرية. والتجربة الذاتية والتي اعتملت فيها الأفعال وردود الأفعال وفي مناسبات كثيرة ومازلنا.
أنا شخصيا بدأت بالنشر وأنا في هوسي التجريبي في عالم النت فاكتسبت بعض التقنيات في تمثيل الواقع للإنسان وقد طبقت ذلك في عملي وتلك برأيي أحد أهدافها السامية.
كانت هناك تجاذبات في أطراف ما نكتب. وتواصل تحقق بجهود مضنية بلا شك من خلال إدارة الموقع. فنحن في كون لو فقد الجاذبية لتشظينا إلى عالم اظلم صحراوي في معانيه –يبابا- في متاهة فراغية.
تفاعلنا بعطاء اللحظة ولحد هذه اللحظة كانت- صحيفة المثقف- لغة العطاء الذي أعتمد على عنصر الحوار والتفاعل والتعاطي بين الصوت الخارجي الذي يمثل المثقف والصوت الداخلي الذي يمثلنا. كانت ومن خلال الفترة الماضية تتفاعل مع الأحداث لتحملنا على لغة البحث والرفض وهذا برأي مهم جدا ليتخذ الشأن الثقافي منعطفا تاريخيا آخر في تجارب الآخرين فارتكزت مهام هذه التجربة على الفكرة المتشكلة بالرؤية فكانت الصحيفة نقطة ربط بين هموم المجتمع وتطلعات الأدباء والفنانين في نوازع الأحداث التاريخية إلى درجة العمق. حيث – تتمحور- شخصية الموقع ذاته. فحرصت الصحيفة على إبراز موقفها الطيب والمتعاون من الكتاب والأدباء والفنانين من خلال أعمالهم التي تحرص على نشرها بكل أمانة وحكمة لتتوغل في رغباتهم الإنسانية.
كان لها دوراً مهما في نشر المقالات التحليلية والدراسات النقدية والقصائد والنصوص القصصية والأعمال الفنية من اللوحات التشكيلية والنحتية من أعمال الفنانين.
والتفاعل مع المبدعين الكبار وتكريمهم من خلال الموقع ومن خلال مؤسسة المثقف لهو ترجمة لصدق العلاقة الحية مع المبدع وحالة الوعي التي سجلتها بل شكلت تأثيرا موفقا ومؤتلفا مع أرضية الواقع الحقيقي للمبدعين الكبار.. كانت محاكاة تحاكي شجن المثقف شاعرا أو أكاديميا وفنانا معاصراً وكل ذلك كان يمثل مادة غنية تقترب من الجميع به.
ولم تنس اهتمامها بالشأن النسوي فكانت قريبة من واقع المرأة الحياتي والحضاري حاولت أن تمسك بأطروحاتها لتخرج بها من منطقة الصمت بغية التلاحم معها بشكل أعمق في نشر ثقافة المرأة.
أخيراً وخلاصة.. أقول أن الصحيفة كانت محطة مهمة كانت صاحبة الضمير اليقظ الذي لا يرضى بالظلم بأخلاق فاضلة نبيلة وأمانة في الوفاء للآخر. وقفنا عندها لتنهض في زمن عاصرناه. شكراً للأديب الرائع ماجد الغرباوي والعزيزة المبدعة فناً وأدبا الزميلة نوال الغانم والقائمين على جهودهم الرائعة.
أتمنى أن تبقى بإدارتها الحكيمة الجادة ضوءا يتألق في أقصى المستقبل حيث يكون المثقف.
عايدة الربيعي / كركوك
خاص بالمثقف .................................. الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: المثقف .. خمس سنوات من العطاء والازدهار: 6 / 6 / 2011)