تقارير وتحقيقات

آية محي الدين: قرار الغاء الفلسفة في الثانويات المصرية والموقف الجمعي الفلسفي منه

لقد قام اتحاد الفلاسفة العرب برئاسة دكتور محمد عرفات حجازى رئيس الاتحاد وعدد من الاساتذة والباحثين في المجال الفلسفى بعقد اجتماع طارئ يوم الخميس الماضي الموافق 22/5/2024 لمناقشة التدابير والاجراءات الواجب اتخاذها نتيجة قرار وزارة التربية والتعليم في مصر المتعلق بدمج بعض المواد فى الثانوية العامة والغاء تدريسها في بعض السنوات على رأسها الفلسفة، الأمر الذي أثار ضجة في الاوساط العلمية نتيجة هذا القرار الصادم الذى تم اتخاذه دون دراسة نتيجة هذا القرار على أرض الواقع وما يحملة من سلبيات سوف تعاني منها الاجيال القادمة.

بينما تسعي الدول المتقدمة الى تطبيق دراسة الفلسفة على الاطفال من أجل انشاء جيل ذات فكر حر، سعت وزارة التربية والتعليم المصرية إلى الغاء دراسة مادة الفلسفة في ضوء تطوير نظام الدراسة في الثانوية العامة . هذا القرار الذي نزل كصاعقة علي الباحثين في المجال الفلسفي . إن الفلسفة ليست مادة نظرية عقيمة دون جدوي لتهميشها أو التقليل من دورها في بناء الفكر الإنساني الحر، أنها البذرة التي خرجت منها كل العلوم الذي نشهدها اليوم باختلاف أشكاها أو مسمياتها ، إن قرار الغاء الفلسفة سوف تعانى منه الاجيال مستقبلاُ . لذلك وجه الاتحاد دعوة للكثير من أساتذة الجامعات المصرية للحضور، وكذلك للعديد من أساتذة الفلسفة في المرحلة الثانوية بالإضافة إلى الباحثين والمهتمين بالمجال الفلسفي من مختلف البلدان العربية.

وقد افتتح رئيس الاتحاد اللقاء – الذي عقد عبر خاصية الحضور الافتراضي مرحباً بالحضور، وموضحاً الخطوط العامة لما انجزه اتحاد الفلاسفة العرب من لقاءات وملتقيات عربية، كان مما بينها الملتقي العربي الأول الذي ناقش فيه منزلة الفلسفة في مرحلة التعليم الثانوي العربي مع أساتذة الفلسفة في مختلف ربوع الوطن العربي. والملتقي العربي الثاني الذي تناقش فيه مع تلاميذ المرحلة الثانوية، وجاء الملتقي العربي الثالث حيث اللقاء ببعض أساتذة الفلسفة في الجامعات العربية .

هذا بالإضافة إلى مؤتمر الاتحاد الأول عن " الفلسفة للأطفال" والذي شاركت فيه نخبة عريضة من ربوع الوطن العربي . ومؤتمر الفلسفة الثاني عن " السينما والفلسفة " والذي شاركت فيه شخصيات عربية بارزة مثل أحمد عبد الحليم عطية من مصر والفنان أحمد بغالية من الجزائر، وكان ضيف شرف المؤتمر مدير التصوير المصري كمال عبد العزيز .

وقد استهل الحضور اللقاء باستنكار قلة حضور أساتذة الجامعات الذي وجه لهم الاتحاد دعوة لحضور المؤتمر فلم يحضر منهم إلا عدد قليل جدا منهم دكتور ياسر قنصوه، لكن دون جدوى او اكتراث منهم لأزمة الفلسفة في مصر لذلك سلط الاتحاد الضوء على الحزبية والشللية بين أساتذة الجامعات في مصر، مؤكدين على ضرورة التكاتف لأجل النهضة بالفلسفة والعودة بها إلى مكانها الصحيح، ودار حديث مطول عن جدوى وأهمية الفلسفة خصوصاً في وقتنا الراهن لما تعانيه الدول العربية من الإرهاب والتطرف الفكري .

بالإضافة إلى الحديث عن تبعات قرار وزير التربية والتعليم في مصر، ومدى إقبال الطلاب على دراسة الفلسفة في المرحلة الجامعية، وموقف مجلس النواب من القرار وغيرها من التفاصيل فيما خلص اللقاء إلى العديد من التوصيات التي من بينها: ضرورة وجود قناة على يوتيوب ببرنامج فلسفي متكامل، واكد حجازي بوجود القناة وعشرات الحلقات ولكنها غير كافية والتقدم عليها ليس على المستوي المأمول بسبب قلة التفاعل وندرة الامكانات حيث يقوم الاتحاد بمجهود ذاتي خالص، وأيضا فتح دورات تدريبيه في مجال التفكير الناقد وفي مسائل الفلسفة، بالإضافة إلى فتح دورات في مجال الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالفلسفة، وهذا ما أكده رئيس الاتحاد على ان البرنامج موجود على جدول أعمال الاتحاد لكن نظراً لعدة أسباب فقد تأخر في طرح هذه الدورات. وتتوج اللقاء بالاجماع على ضرورة طرح مؤتمر أو ملتقي عربي يدعو فيه الاتحاد العرب كافة الجمعيات الفلسفية العربية وكافة مخابر الفلسفة والمراكز البحثية لطرح مؤتمر بالشراكة عن أهمية الفلسفة، وأبدي دكتور حجازي عن استعداده للتواصل مع الجهات المذكورة رغم يقينه المسبق بعد الاستجابة مثلما حدث مع بعض أساتذة الجامعات المصرية سابقاً، لكن ايماناً منة بقيمة وأهمية الفلسفة وتأكيده على ضرورة الوحدة، فقد وعد بشروعه في التواصل مع هذه الجهات في أقرب اجل بعد انتهاء اللقاء . ليبقي الأمل في ان تعود الفلسفة ويعود الفكر المنطقي إلى مكان الريادة في قيادة وتنوير المجتمع أمام ما اصابة من انتكاسات بفضل انتشار التفاهة والرجعية، والتعصب والانغلاق ...

***

آية محي الدين - مصر

في المثقف اليوم