أقلام حرة

صادق السامرائي: الأهداف والأدوات!!

الأهداف تحتاج لأدوات تنفذ تطلعاتها وترسم خرائط مسيرتها نحو التحقق والإنجاز، ومن عاهاتنا أن نطرح أهدافا عارية من القدرات اللازمة للوصول إليها، وهذا السلوك يتكرر في مسيرتنا عبر العصور، فنتوهم ونتخيل ولا ننظر بعين الواقع والموضوعية، ولا نوفر المستلزمات الكفيلة بتحقيق ما نريد.

فإرادتنا صدأت، تنخرها آفات الأطماع والمخططات القاضية بتحويلنا إلى توابع وأحجار مرصوفة على ضفاف نهر الحياة.

هل حققنا أهدافنا التي ترنمنا بها؟

جميع الأحزاب والفئات وأنظمة الحكم، تمنطقت بشعارات لا تعد ولا تحصى، وما أنجزت إلا ما يعاكسها ويدمرها، فكانت أقوالا للخداع والتضليل وأخذ الأجيال إلى أتون سوء المصير.

لا بوجد حزب حقق أهدافه في مسيرة الأمة في القرن العشرين، و لا تزال الطروحات الطوباوية الفارغة والشعارات البراقة تنتشر في أرجاء دول الأمة، وعندما تسأل عن العمل والعلم تحسب من المغرضين المحسوبين على أعداء الأمة والدين.

ألا يستوجب علينا مراجعة أفكارنا وآليات تفاعلنا لكي نتعلم من سوابقنا، أم أن العبرة مجهولة والإعتبار ممنوع، وعلينا أن نتدحرج في أتون الغفلة والجهل، وإستعذاب الأليم الذي سيوصلنا إلى جنات النعيم.

نحن لا نتعلم من تجاربنا، والمجرب في ديارنا يُجرب ألف مرة ومرة، وكم مرة لدغنا من ذات الجحر وما إستطعنا الوقاية من الأخطار.

التخبط العشوائي ديدننا، والكرسي يحكمنا، والسلطة سيفنا المسلط على رقاب الخائفين!!

فهل من قدرة على إنجاز هدف؟!!

و" ما أكثر العِبر وأقل الإعتبار"!!

إلى هدفٍ بلا أملٍ وعلمٍ

مضينا في عماءٍ نحوَ جورِ

تُطاردنا سراباتٌ لوَهمٍ

وتدحونا بقاضيةٍ لأمْرِ

نكرنا صوتَ إنسانٍ عليمٍ

وتُهنا في مُداولةٍ لغدرِ

وأصْبحنا على شظفٍ مَريرٍ

تدُحرجنا النواكبُ دونَ عذرِ

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم