أقلام حرة

صادق السامرائي: لا نتباهى ببعضنا!!

"وما إجتمعت بأذوادٍ فحول"

"لا يجتمع سيفان في غمدٍ واحد"

قالوا وقالوا وقالوا...ووفقا لمَن قالوا تم صياغة سلوكنا المتوارث الذي أجهز على وجودنا، رغم أننا نحيا في عصر متقدم على عصورهم بمئات السنين، لكن ما قالوه يحكمنا ويحدد معالم مسيرتنا، وبسببه وصلنا إلى ما نحن عليه من عدم القدرة على صناعة الحياة المتوافقة مع جوهر ذاتنا وموضوعنا.

فما يدور في واقعنا أننا نتناحر ونتصارع، ولا نعرف كيف نتنافس بإيجابية تساهم في تحفيز طاقاتنا وبناء قدراتنا المثمرة.

فصراعاتنا إستنزافية، وتناحراتنا إتلافية، أما تنافساتنا فإن وجدت فهي عدوانية شرسة، تسعى للمحق ولا تدعو للتقدم والرقاء والعلاء.

أبناء المجتمعات تتنافس فيما بينها للإتيان بما هو أفضل، ففي معظم نشاطاتها يكون منطلقها أن تتفوق على ما حولها بإبتكار الأفضل والأصلح للحياة والمجتمع.

حتى في ميادين السياسة، فالأحزاب تتنافس مع بعضها للوصول إلى ما هو أصلح وأنفع للوطن، ولا تتماحق وتسفك الدماء، كما يدور في عوالم وجودنا المقهور بنا.

هذه الآلية التماحقية ذات نشاط فاعل في أرجاء أيامنا، فترانا نركز على السلبيات ونتجاهل الإيجابيات، ونحط من قدر بعضنا، وكأن الواحد منا لا يكون إلا بالقضاء على الآخر.

فلا يجوز أن يكون هناك مبدعان متنافسان، بل يجب أن ينمحق أحدهما ، وفي القرن العشرين ظهر الرصافي والزهاوي في العراق، وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم في مصر، وبموجب التنافس الإيجابي بينهم قدموا روائع إبداعية.

وما تعلمنا منهم وامتثلنا لأقوال ورؤى وتصورات عدوانية تدميرية بالية، تسببت بما لا يحمد عقباه من النتائج الأليمة، التي أصابت الأجيال بأوجاع حضارية قاهرة.

***

د. صادق السامرائي

17\6\2021

 

في المثقف اليوم