بأقلامهم (حول منجزه)
عبد الجبار العبيدي: ماجد الغرباوي.. مفكراً
تعايشنا مع صحيفة المثقف منذ زمن طويل حين وجدنا فيها الأستجابة والانفتاحية التامة مع افكار التنوير التي اصبح المجتمع العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص بحاجة ماسة اليها بعد هذه الهجمة الشرسة التي واجهها الوطن من أعدائه التقليديين .
المفكر الغرباوي واحداً ممن يدقون نواقيس الخطر والتنبيه في عالمنا العربي الجريح الذي شغل عن كل شيء الا عما يربطه بالملهيات والمغريات، الا انه لا يفقد الامل في وجود من يستطيع القيام بالبحث والتدقيق في واقعنا الحالي المهان ليصحح كل ما يحناج الى تصحيح.. وما يحتاج من تصفية مما شابه من عدم الدقة، في تسليم الامور لغير مستحقيها حتى اوصلونا الى حافة الهاوية والعدم والتهديم.
يعتبر ماجد الغرباوي هو احد مفكري العصر الحديث، وواحدا من الذين وعوا مشكلة الانسان العربي حاضره ومستقبله موضع درس عميق، واطلق العنان للبحث في مشكلته، حين فتح المجال لمجلته المثقف ان تنشر كل ما يهمه اليوم لتخليصة من ازمات الزمان، ليفتح للانسانية ابوابا واسعة للتفكير والتغيير، تمهيدا لثورة طويلة بعيدة المدى في الفكر والنظم السياسية والتشريعية والاجتماعية ..كما بدأت بالثورة الفرنسية ولا زالت مستمرة ليدخل وطنه في عصر الحضارة الجديد.
صحيفة المثقف تقدم قراءة معاصرة، ونظرة جديدة للاسلام والعروبة، تنطلق من خصاص اللسان العربي، وقوفا على الارضية الفلسفية والمعرفية للقرن الحادي والعشرين، وهو يعرض بكتاباته وتآليفه الرصينة وجهة نظر جديدة الى الوجود والمعرفة والتشريع والاخلاق والجمال والاقتصاد والتاريخ، يستنتجها من آيات الذكر الحكيم ومن قراءات المختلفة: أخذا بعين الاعتبار شمولية الاسلام التي جاءت من حنيفية التشابه بالحدود.
من كتاباته يتبين لنا ان العمود الفقري للعقيدة الاسلامية، هو قانون الصيرورة (نظرية التطور) حيث تكمن عقيدة التوحيد، وقانون تغير الاشياء.. وفي كتاباته المستمرة يحاول ان يتوصل الى وضع منهج جديد في اصول التشريع الاسلامي، القائم على البينات المادية، واجماع الاكثرية، وان حرية التعبير عن الرأي وحرية الاختيار، هما اساس الحياة الانسانية في الاسلام.
من هنا لا يمكن فهم حضارة الاسلام اليوم دون الالمام بهذه الاراء وما ينتظر لها من تطورفي مستقبل الزمان. ولا احد يستطيع التحدث عن هذه المفاهيم الثقافية والعلمية والاجتماعية الا بعد الاطلاع على دراسة كتبها ومحتواها.. وهنا احسُ ان الاخ ماجد هو واحد من الذين توفرت فيه هذه المزايا والخصال، نرجو الى المزيد من فتح ابواب الاراء والأفكار الواسعة للتفكير اكثر لنقل الاسلام الى واقع القناعة المبنيى على الحجة بالدليل، بعد هذه الهجمة لنقد الاديان والتي تطالب بقراءة معاصرة للدين وتفسير جديد للقرآن خاصة وان اللغة نظام لربطا لكلمات ظلت ترادفية عند المفسرين الاوائل وهي مرحلة تاريخية قديمة كانت فيها الفاظ اللغة العربية تعبر عن التفكير القائم على ادراك المشخص ولم تكن التسميات الحسية قد استكملت في تجريدات..
فهل سنجد في فكر ماجد الغراوي ما نأمله من التغيير..
واخير أسأل الله ان ينفع الناس بهذا الفكر الآخاذ نحو التغيير لخدمة العلم واهله وهو يستحق مكانة التكريم.
***
د.عبد الجبار العبيدي - كاتب وباحث
................................
* مشاركة (5) في ملف تكريم ماجد الغرباوي، الذي بادر مجموعة من كتاب المثقف الأعزاء إلى إعداده وتحريره، لمناسبة بلوغه السبعين عاما، وسيصدر كتاب التكريم لاحقا بجميع المشاركات: (شهادات، مقالات، قراءات نقدية ودراسات في منجزه الفكري).
رابط ملف تكريم ماجد الغرباوي