نصوص أدبية
فتحي مهذب: لعازر في مدينة القش والنميمة
سأخطف بعلتك
وأنكل بشرفها حيثما وجدتها.
في المبغى
في ساحة الماريستان
في الحانة التي يؤمها الغزاة
والمنتحرون.
في الحواري المليئة بالقمل والصديد والبلهارسيا.
في الباص المزدحم بالمومسات والفهود.
سأغتصبها وأرجمها بأجراس الجسد.
أكسر كتفيها بحوافر شهوتي الجامحة.
ألوي عنقها وأصرخ أيها القبار:
أسرع يابن الزانية
أحملها في عربة يد إلى الجحيم.
أقطع نهديها الطازجين بأظافرك
ارم مؤخرتها لكلب البولدوغ.
لا تدع أحدا يمشي في جنازتها.
لا تصغ إلى جوقة المعزين
ولا تأبين الصيارفة.
سأخطف بعولتك أيها الموت.
سأعنفها وأمزق مهبلها بأسناني.
سأهتك عرضك أمام العالم
أيها العنين الخلاسي.
اللص الذي قطع أصابع أبي في العتمة.
أشعل النار في بيتنا.
مختلسا مصابيحي السحرية .
أخذ كل شيء إلى ضباب الميتافيزيقا.
لم يسلم باب الحديقة من عضته السامة.
لم يسلم أحد من أذاه اليومي.
أرجوحتي الصغيرة
دراجتي التي تتكلم في الليل.
قططي المتلامعة مثل ليرات تركية.
سمائي التي كانت ملآى بالفستق والذهب.
ستصير أرملا مثلي.
تملأ فمك بالقش والضباب
برغوة الخزي والندم والخواء
تلحس جروحك المتعفنة
جراء الضباع وخفافيش الشتاء المريع.
آه أيها الرفيق
العزلة سيدة شبقية
تعصر خصيتيك المليئتين
بالأطفال المتجمدين.
(ستدور عيناك المظلمتان إلى الداخل)
مثل نسر عجوز قابع في المرتفعات
ستصفق البومة العمياء
فوق رأسك
وأنت متهالك على سرير
في كنيسة النهار الأجرب.
يا لعازر المسكين
سيخذلك الزناة والأقزام
ويجرون صليبك إلى الهاوية.
أسبل جناحيك
القمم الحية في انتظارك
النور وأسرار الأبدية
أرجوك لا تهبط مرة أخرى
إلى مضرب الوحل والنميمة والعفن.
***
فتحي مهذب